شركات استشارية أميركية لا تزال تعمل لصالح محمد بن سلمان
|نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا يتناول العلاقات القوية التي تربط شركات أميركية بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والتي لم تتأثر جراء مقتل الصحفي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول، رغم أن الدائرة تضيق حول محمد بن سلمان بهذه القضية.
ويذكر التقرير أن ثلاث شركات أميركية للاستشارات (بوز ألين هاملتون التي تشرف على تدريب جيوش الأمن الرقمي بالمملكة، ماكينزي آند كومباني، بوستن للاستشارات) أبقت على روابط وثيقة مع محمد بن سلمان بعد أن أسهمت في وصوله إلى السلطة وجنت جراء ذلك أرباحاً مالية طائلة.
ووفق التقرير فإن تلك الشركات قدمت -علاوة على الاستشارات- خدمات أخرى لمحمد بن سلمان، فبينما أشرفت “بوز ألين هاملتون” على تدريب البحرية السعودية بحربها على اليمن، أنتجت “ماكينزي” تقريراً ساعد سعود القحطاني (مستشار ولي العهد) في حملة الاعتقالات التي طالت أبناء العائلة المالكة. أما “بوستن للاستشارات” فتواصل أيضاً تقديم خدماتها لمؤسسة محمد بن سلمان.
و”بوستن للاستشارات” ساهمت في رؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد والتي تهدف لتخفيض اعتماد المملكة على المصدر النفطي، لكن تقرير “ماكينزي” عام 2015 أوضح العراقيل أمام تلك الرؤية.
والأرباح التي جنتها هذه الشركات الثلاث من مشاريعها بالسعودية طائلة، إذ وصلت بمجملها مئات الملايين من الدولارات، فبينما ارتفع عدد مشاريع “ماكينزي” من مشروعين عام 2010 إلى حوالي عشرين مشروعا السنة التالية، وصعد العدد ليصل إلى 600 مشروع بالفترة ما بين 2011 و2016.
وقد انتشر مستشارو “ماكينزي” بمختلف أرجاء المملكة السنوات الأخيرة لتقديم النصح في مختلف المؤسسات الحكومية مثل وزارة التخطيط التي تلقب بالسعودية بأنها وزارة “ماكينزي” والقصر الملكي ومجموعة من الشركات في مختلف المجالات مثل الصيرفة والإعلام والاتصالات، والعقارات والطاقة، وفق وثائق حصلت عليها صحيفة نيويورك تايمز من “ماكينزي”.
والعام الماضي، اشترت “ماكينزي” شركة استشارات سعودية على صلة بالسياسة لتضيف 140 موظفا جديدا إلى جيشها من المستشارين بالمنطقة.
ومن بين التقارير السياسية التي أعدتها الشركة معلومات عن معارضين بارزين وصورهم، بينهم الكاتب خالد الكامي الذي انتقد السياسات السعودية واعتقل لاحقا، وعمر عبد العزيز الذي يقيم الآن بكندا ولكن شقيقيه اعتقلا، وذلك رغم أن الشركة تقول إن تقاريرها أعدتها لجهات داخلية.
ورغم أن العديد من المديرين التنفيذيين والشركات والصحفيين انسحبوا من مؤتمر الاستثمار “دافوس الصحراء” الشهر الماضي بسبب مقتل خاشقجي، فإن هذه الشركات الثلاث بقيت مستمرة في عملها مع محمد بن سلمان.
ويشير تقرير نيويورك تايمز إلى أن ازدهار العمل لهذه الشركات الثلاث نابع من حاجة ولي العهد للخبرة والمعرفة للدفع باتجاه تحقيق اقتراحاته لتحديث بلاده، فاعتماده على الشركات الاستشارية كبير لدرجة أن بعض موظفيها كانوا يعملون داخل القصر الملكي للرد سريعا على الأسئلة، وفقا لثلاثة مستشارين عملوا بالمملكة.
ويقول بعض المستشارين إنه كان عليهم في بعض الأحيان تقديم اقتراحات خلال 24 ساعة، أي أسرع مما اعتادوا عليه بالعمل، كما أن ولي العهد كان يطلب اقتراحات من شركات مختلفة ليحصل على الأفضل، وهو ما وصفه أحدهم بأنه “كان يشبه مسابقة الجمال”.
المصدر : نيويورك تايمز