مواجهة بين ترامب وأوباما بآخر مراحل حملة انتخابات الكونغرس
|واصل الرئيس الأميركي نهاية هذا الأسبوع جولاته الانتخابية سعيا للحفاظ على الأغلبية الجمهورية بالكونغرس خلال الانتخابات التشريعية النصفية التي تجري الثلاثاء، بينما كان سلفه باراك أوباما يتحرك أيضا انتخابيا لحشد الدعم لحزبه الديمقراطي.
وسيحدد هذا الموعد الانتخابي الأول منذ الانتخابات الرئاسية عام 2016 من سيسيطر على غرفتيْ الكونغرس (الشيوخ والنواب) حتى الانتخابات الرئاسية القادمة في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 والتي لا يخفي ترامب نيته الترشح لها.
وكرر ترامب القول أمام أنصاره السبت بأن شعاره “لنحافظ على عظمة أميركا” وهو تكملة لشعار “لنعد إلى أميركا عظمتها” الذي رفعه خلال حملته الانتخابية عام 2016.
وقال خلال تجمع لدعم المرشحين الجمهوريين بولاية مونتانا “إن برنامج الديمقراطيين بشأن الهجرة جذب الاتجار بالمخدرات وبالبشر وتجمعات المجرمين”.
|
وأضاف “يريدون لأميركا أن تصبح معقلا كبيرا لأفراد العصابات” ثم توجه لسكان هذه الولاية الواقعة (شمال غرب) قائلا “سيكون عليكم إغلاق أبوابكم ونوافذكم على الدوام” في حال فوز الديمقراطيين.
وقبل ثماني سنوات، واجه أوباما فوزا كبيرا للجمهوريين خلال أول انتخابات نصف ولاية بعهده، والذي اعتبر “ثورة” التيار المحافظ في “حزب الشاي” في ظل تدهور كبير لشعبية الرئيس الديمقراطي.
وفي انتخابات هذا العام، بات أوباما الوجه الأكثر طلبا من المرشحين الديمقراطيين لتقديم الدعم لهم، وهو الدور الذي كان يتولاه سابقا بيل كلينتون.
أوباما يحشد
وقال أوباما مساء الجمعة في أتلانتا بجورجيا حيث حضر لدعم ستايسي أبرامز المرأة التي قد تصبح أول حاكمة من أصل أفريقي تنتخب على رأس هذه الولاية الجنوبية “أنا هنا لسبب بسيط: لأطلب منكم أن تذهبوا للتصويت. إن انعكاسات الامتناع عن التصويت كبيرة لأن أميركا على مفترق طرق، وقيم بلادنا على المحك”.
ومع أن أوباما لم يذكر ترامب بالاسم فإنه ندد بخطاب يهدف كما قال إلى “محاولة إخافتكم بكل أشكال الفزاعات”.
ويسعى المرشحون الجمهوريون أيضا للحصول على دعم الرئيس الذي يبقى الشخصية الأكثر شعبية بالحزب.
وينشط ترامب منذ عدة أسابيع بشكل شبه يومي تقريبا لإقناع من صوتوا له قبل عامين بالعودة إلى مكاتب الإقتراع.
وبخلاف ما كان يفعل أسلافه، هو يريد أن تكون الانتخابات النصفية للكونغرس استفتاء على شخصه.
وبعد مشاركته في تجمعين شعبيين الجمعة، زار ولاية مونتانا السبت على أن يواصل جولته بولايات فلوريدا وجورجيا وتينيسي.
وأمام اتهامه من الديمقراطيين بأنه تهاون مع اليمين المتطرف وكان بشكل غير مباشر محفزا للهجوم الدامي على كنيس في بيتسبرغ، ركز ترامب حملته على ملفين رئيسيين: الوضع الجيد للاقتصاد والتصدي للهجرة غير الشرعية التي يعتبر أنها تؤثر على الوضع الأمني.
وكرر ترامب مساء الجمعة في إنديانابوليس “وجود كونغرس جمهوري يعني مزيدا من الوظائف وجرائم أقل”. وشدد على أن “حدوث موجة زرقاء (ديمقراطية) يساوي ببساطة موجة إجرامية”. وفي المقابل اعتبر أن “موجة حمراء (جمهورية) تساوي وظائف وأمنا”.
وعندما يذكر الرئيس اسم خصمه يستخدم أيضا الحرف الأول من اسم والده حسين، ويقول “باراك أتش أوباما”. وقال عن سلفه بالبيت الأبيض “شاهدته اليوم، لم يكن هناك جمع غفير” في تجمعه.
وبعد مفاجأة الانتخابات الرئاسية لعام 2016، أبدت وسائل الإعلام الأميركية مزيدا من الحذر متفادية تقديم تكهنات نهائية انطلاقا من استطلاعات الرأي التي تعطي أفضلية على المستوى الوطني للديمقراطيين بمجلس النواب.
وضمن 435 مقعدا بمجلس النواب التي سيتم تجديدها لعامين، ينحصر التنافس في 60 دائرة بينما باقي الدوائر شبه مضمونة لهذا الطرف أو ذاك.
أما بمجلس الشيوخ فإن التنافس يدور على 35 من 100 مقعد لولاية من ست سنوات. ومن المصادفات أن هذه المقاعد الـ 35 توجد بمعظمها في ولايات محافظة مما يعقد على الديمقراطيين سعيهم لاختراقها.
ومع تمحورها حول ترامب، يبدو أن هذه الانتخابات تحظى بحماسة غير مسبوقة بالنسبة لموعد انتخابي لا يجلب عادة إلا ما بين 40 و45% من الناخبين مقابل أكثر من 60% بالانتخابات الرئاسية.
وبحسب مايكل ماكدونالد الأستاذ بجامعة فلوريدا المتخصص في مسألة التصويت المبكر عبر المراسلة أو بشكل شخصي في معظم الولايات، فإن أكثر من 32 مليون ناخب أدلوا بأصواتهم.
وهذا ما يمثل زيادة بـ 20% عن إجمالي التصويت المبكر بالانتخابات النصفية للكونغرس عام 2014 -بحسب المصدر ذاته- مما يعني أن الحماس لهذا الاقتراع شبيه بما كانت تثيره الانتخابات الرئاسية.
المصدر : وكالات