مسؤول سوداني يثمن الدور الذي تقوم به قطر تجاه بلاده
|وقال الطيب، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية، اليوم، إن وثيقة سلام الدوحة جعلت من دارفور منصة سودانية فاعلة لتعزيز السلام في القارة الإفريقية ومكنت من نجاح مبادرات السودان التي طرحها لإحلال السلام في المنطقة خاصة في دولتي جنوب السودان وإفريقيا الوسطي، وتحقيق الأمن الإقليمي من خلال التعاون الفاعل مع تشاد والعمل على إحلال السلام في ليبيا ودول القرن الإفريقي.
وأكد أن وثيقة سلام الدوحة منحت ولايات دارفور الخمس فرصا واعدة لتكون مثالا يحتذى لأحدث الطرق لتسريع عملية التعافي والخروج من دائرة الحرب وتبعات النزاعات والصراعات إلى المصالحات والسلام الاجتماعي، والتحول إلى تبادل المنافع مع بقية أنحاء السودان ومحيطها الإقليمي دعما للاستقرار الإفريقي، وذلك من خلال ما أحدثته من تغييرات جذرية بإنهاء الحرب ووضع حد للتوترات والانفلاتات الأمنية التي كانت تعاني منها المنطقة وتشكل هاجسا مقلقا لها ومنفذا للتدخلات الأجنبية السالبة وتدويل قضايا النزاعات.
وأضاف أن الوثيقة تمكنت من إنهاء مظاهر التمرد وتعافي المجتمعات منها، مشيرا إلى أن القيادة القطرية نجحت في نزع فتيل الأزمة بجدارة، واتبعت ذلك بمشروعات تنموية أكسبتها احترام المجتمع الدولي الذي أعلن تأييده ودعمه ومساندته لعملية التغيير والإصلاح التي أحدثتها وثيقة سلام الدوحة وتحولت الجهود الدولية ضد أجندة الحرب وأكدت أن إرادة السلام هي الخيار الأوحد الذي يسود المنطقة بتأييد محلي وإقليمي ودولي.
وقال إن إرساء السلام الدائم في دارفور ترتيب عليه احكام السيطرة والتنسيق الإقليمي بين دول المنطقة لإنفاذ خطط محكمة وناجحة حققت تقدما كبيرا في مجالات محاربة الإرهاب وتجارة السلاح وتأمين الحدود وإيقاف أنشطة الحركات السالبة وإعلاء القواسم المشتركة بين دول الجوار والاتفاق على توحيد الجهود المشتركة لصالح التحول للسلام الشامل مما أدى لفتح مجالات التكامل الاقتصادي وتبادل المنافع خاصة مع دول غرب إفريقيا التي تعتبر دارفور عمقا استراتيجيا اقتصاديا حيويا لها.
وأوضح أن ولاية جنوب دارفور ستشهد أكبر تظاهرة لنشر ثقافة السلام وإعلان التعافي التام لدارفور من الحرب وإعلان رسالة للعالم عن أبعاد عملية السلام داخليا بتعزيز الوحدة الوطنية والتواصل والتوافق إقليميا بتحول المنطقة إلى التنمية المستدامة التي تخدم استراتيجية الاتحاد الإفريقي في هذا الخصوص، وذلك باستضافة الولاية للدورة المدرسية القومية بمشاركة 10 آلاف طلاب من كافة ولايات السودان وأكثر من 10 آلاف زائر وحضور إقليمي ودولي، حيث سيشرف هذه الفعالية الرئيس السوداني عمر البشير والسيد معتز موسى رئيس مجلس الوزراء القومي وزير المالية والتخطيط الاقتصادي وعدد من كبار المسئولين في كافة المجالات، حيث سيتم افتتاح أكبر المشروعات التنموية في تظاهرة رسمية وشعبية لإعلان التوجه للتنمية الشاملة وتجاوز مرحلة التعافي إلى المشاركة في تعزيز الاقتصاد القومي للبلاد.
وأشار إلى أن أبرز الانجازات التي سيتم افتتاحها وتعتبر من ثمرات وثيقة سلام الدوحة التي هيأت البيئة الملائمة لإحداث ذلك في الفترة من 16 إلى 30 من شهر نوفمبر الحالي، تشمل استاد نيالا الدولي الذي يسع 25 ألف متفرج ومسرحين كبيرين سعة الواحد منهما 15 ألف متفرج بجانب مدينة البشير الرياضية التي تعتبر الأحدث في البلاد، وتحتوي على ملاعب ومسارح بجانب أماكن مخصصة لمختلف ضروب الرياضة، لافتا إلى أن الولاية شهدت عمليات تأهيل وترقية لمجالات الخدمات والكهرباء والمياه والتعليم والطرق وإنارة المدن.
ولفت إلى أن أكبر الانجازات التي سيتم افتتاحها في مجال نشر ثقافة السلام وعكس منجزات وثيقة سلام الدوحة، تتمثل في افتتاح فضائية نيالا بدعم قطري مميز حيث سيتم بثها عبر القمر الصناعي القطري سهيل وتعتبر هذه مشاركة حقيقية لكافة أهل السودان في قضية السلام والاطلاع على منجزات السلام والاستقرار في دارفور عبر منبر إعلامي قوي لصالح الأمن والاستقرار في كافة ولايات دارفور، مضيفا “نحن نعول كثيرا علي الإعلام القطري بما يملكه من قدرات وخبرات متطورة في خدمة السلام في أن يلعب دورا مقدرا خلال الفترة المقبلة لصالح ترقية أداء نشر ثقافة السلام في البلاد ونشرها للعالم، وفي مقدمة ذلك عكس مخرجات وثيقة الدوحة التي أصبحت سفرا يحوي جميع أهل السودان”.
وقال “لولا مكاسب عملية تنفيذ وثيقة الدوحة التي وفرت الأمن والاطمئنان وقدمت صورة جديدة للعالم ما كان لنا أن نصل إلى هذه المرحلة المتقدمة من السلام”، مضيفا أن متانة العلاقات السودانية القطرية ورسوخها وصدق توجهها وقوة التواصل المستمر والتنسيق المشترك بين قيادتي البلدين هو أساس النجاحات التي تمت.
وأشار إلى أن ولايته شهدت وضع الأساس لقرية (سانيه دليبه)، وهي من ضمن أحدث قريتين ستنشئهم دولة قطر في ولاية جنوب دارفور بتمويل كامل، مشيرا إلى أن القرى النموذجية القطرية في عموم ولايات دارفور أصبحت منارات للسلام لخدمة الاستقرار في عموم البلاد من خلال تحسين أوضاع المجتمعات وتعتبر دلالات واضحة على عمق علاقات البلدين والعطاء القطري المستمر لأنها قامت على أحدث النظم وستمكن عند اكتمال حلقاتها من توفير فرص العمل والعيش الكريم لملايين السكان بصورة مباشرة وغير مباشرة.
وأكد أن وثيقة سلام الدوحة أصبحت خارطة طريق ثابتة وتسير بصورة ممتازة ووفرت إطارا عاما لكل القوى المسلحة والمعارضة وتركت الباب مفتوحا للكل للانضمام إليها باعتبارها أساس السلام في دارفور، مجددا حرص الحكومة على استدامتها بوصفها من مرتكزات استدامة وتقدم السلام والوصول إلى بر الأمان المنشود.
;