خاشقجي.. شهر على موته ولا أثر لجثته
|بعد شهر على اغتياله في قنصلية بلاده بإسطنبول، لا يزال مصير جثة الصحفي السعودي جمال خاشقجي مجهولا كما لا يزال السؤال الأكبر: من أعطى الأمر بهذا الاغتيال؟ دون جواب، وهذان أمران تصر تركيا على معرفة حقيقتهما، حسب صحيفة لوموند الفرنسية.
فالسلطات التركية تواصل الضغط على المملكة السعودية، وتحثها بشكل متزايد على تسليط الضوء على ما لم يتضح بعد من ملابسات مقتل الصحفي في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حسب ماري جيغو مراسلة الصحيفة بإسطنبول.
وقد طرحت هذه المسألة قبل بضعة أيام على النائب العام السعودي سعود بن عبد الله المعجب الذي وصل الأحد الماضي إلى تركيا لإجراء محادثات مع عرفان فيدان المدعي العام في إسطنبول.
وفي الوقت الذي جرت فيه هذه المحادثات، كانت شاحنات الشرطة العلمية تستكشف مواسير الصرف الصحي لشارع القنصلية في قلب حي ليفنت التجاري بالجزء الأوروبي من إسطنبول بحثًا عن آثار ممكنة للجثة.
ولا يبدو -حسب جيغو- أن المفاوضات بين المدعين العامين قد سارت على ما يرام بسبب الصمت المطبق للمعجب حول هذه القضية، الأمر الذي حدا بالجانب التركي إلى رفض طلباته، ولا سيما ما تعلق منها بالاطلاع على محاضر استجواب الشرطة التركية لـ 45 موظفا من القنصلية، وتسليم الهاتف المحمول للصحفي.
وفور مغادرة النائب العام السعودي إسطنبول الأربعاء، واستنكار المدعي العام التركي لـ “عدم وجود نتائج” من زيارته، أفصح عما توصل إليه الأتراك بشأن مقتل خاشقجي مؤكدا أنه “قتل خنقًا مع سبق الإصرار والترصد، فور دخوله القنصلية” وأن جثته شوهت وأخرجت من القنصلية لتختفي بعد ذلك حتى الآن.
وقد رفض النائب العام السعودي التعليق على مصير جثة الصحفي، كما أكد رفض بلاده تسليم المسؤولين عن قتله للسلطات التركية، واكتفى بتقديم دعوة للنائب العالم التركي لزيارة الرياض بغية تبادل المعلومات بشأن التحقيق بهذه الجريمة.
|
واستغربت الكاتبة سماح السلطات التركية للقنصل السعودي محمد العتيبي بمغادرة البلاد دون أن يحقق معه رغم أنه كان شاهدا مهما على ما جرى، قائلة إن ذلك ربما تم ضمن صفقة خصوصا أن السعودية سمحت بعد مغادرة العتيبي بتفتيش القنصلية ومنزل القنصل.
وفي غياب معلومات مؤكدة عن الجثة، قالت مراسلة لوموند إن وسائل الإعلام التركية بدأت تقدم سيناريوهات محتملة، فمنها ما ذكرت أن أجزاء جسم خاشقجي المقطعة أعيدت إلى الرياض من قبل أحد أفراد الكوماندوز، في حين خمنت أخرى أنها ربما رميت في بئر بعد أن أذيبت بالأسيد داخل حوض حمام القنصلية.
وقد أطلع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأميركيين -عبر جينا هاسبل مديرة “سي آي إي”- على ما قال إنها أدلة “قوية” حول هذا الاغتيال لم تنشر بعد للعلن في سعي للضغط على السعوديين، بما يجعل الرياض تعترف بأفعالها البشعة.
لكن الهدف الأساسي هو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي يحرص أردوغان على عدم ذكره، والاكتفاء بالتلميح حين قال أمام أعضاء بحزبه “نحن نتعامل مع لعبة هدفها التغطية على شخص ما”.
المصدر : لوموند