هذه أسباب خيبة أمل تركيا من زيارة النائب العام السعودي

 خليل مبروك-إسطنبول

لم تخف تركيا خيبة أملها من نتائج زيارة النائب العام السعودي سعود بن عبد الله المعجب الذي وصل إلى إسطنبول فجر أمس الاثنين دون تقديم أي جديد في قضية قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

بدا ذلك جليا في الأجواء التي أحاطت بالزيارة وفي التصريحات الرسمية التركية وقراءات المراقبين لمشهد الزيارة.

فقد التقى المعجب بالمدعي العام لإسطنبول عرفان فيدان في اجتماع امتد لساعة وربع الساعة وصفته مصادر في مكتب المدعي العام بأنه “لم يكن مرضيا”، ولم يصل إلى النتائج التي كان يتوقعها الأتراك.

ولم يقدم المعجب أي معلومات عن مكان وجود جثة خاشقجي، ولم يحمل إفادات من مجريات التحقيق مع الموقوفين الــ18 على ذمة القضية في الرياض، كما لم يتعهد بتسليم أي منهم للسلطات التركية.

وفضلا عن ذلك، لم يحصل الأتراك على إجابة سعودية واضحة عن المسؤول الرئيسي عن جريمة قتل خاشقجي، ولا عن هوية “المتعهد المحلي” الذي زعمت الرياض أن القتلة قاموا بتسليمه الجثمان.

رسول سردار (الجزيرة)

لا أدلة
ويعتقد مراقبون -من بينهم الكاتب والمحلل السياسي رسول سردار- أن أنقرة كانت تنظر للقضايا الأربع السابقة كعناوين تحكم من خلالها على نجاح أو إخفاق زيارة المعجب.

وقال سردار إن “المعجب لم يقدم شيئا للأتراك، بل زاد على ذلك بأنه طلب الأدلة من تركيا رغم أن الرياض أقرت بقتل خاشقجي، وبالتالي كان ينبغي عليها أن تقدم الأدلة لا أن تطلبها من تركيا”.

وأكد سردار أن أنقرة تشعر بالضيق من نتائج زيارة المسؤول السعودي لأن الزيارة “كشفت أن الرياض غير صادقة في تعاونها مع الأتراك” في التحقيق بجريمة قتل خاشقجي التي شكلت انتهاكا صريحا للسيادة التركية.

وفيما عبرت العديد من وسائل الإعلام التركية عن انزعاجها من “الطبيعة الشكلية” للزيارة سعت أنقرة إلى التأكيد على سعيها للحصول على إجابات محددة من النائب العام السعودي.

فقد استبق المدعي العام التركي اللقاء وتبعه باجتماعين مع المدعيين العامين حسن يلماز وعصمت بوزكورت المسؤولين عن متابعة التحقيقات في قضية خاشقجي بقصر العدل في منطقة “تشايلايان” بإسطنبول.

وعبر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن امتعاض أنقرة من نتائج زيارة النائب العام السعودي حين قال إن الزيارة تمت بطلب سعودي من الأساس، مضيفا “نتمنى ألا تكون إضاعة للوقت”.

وأعادت “الزيارة الشكلية” للمعجب مساعي التعاون التركي السعودي في قضية مقتل خاشقجي إلى المربع الأول، خاصة بعد خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 23 أكتوبر/تشرين الأول الجاري الذي وضع فيه الكرة بملعب الرياض.

سعيد الحاج (الجزيرة)

كامل الحقيقة
وقال المحلل السياسي سعيد الحاج إن أردوغان أكد في ذلك الخطاب أن تركيا مصرة على كشف كامل الحقيقة المتعلقة بمقتل خاشقجي، وأنها تمتلك الكثير من الأدلة بشأن المسؤولين عن ذلك، لكنها تنتظر الرياض لتبادر وتتقدم بخطواتها في هذا الاتجاه.

وأوضح أن هناك ثلاثة ضوابط تحكم تعاطي أنقرة مع الرياض في هذا الملف، أولها أن أنقرة متأكدة من أن الجريمة قد تم التخطيط لها سلفا، وثانيها عدم رضاها عن الخطوات السعودية لمحاسبة المتورطين، وثالثها تمسكها بمتابعة القضية والتحقيق دون الإضرار بالعلاقات مع السعودية.

حاولت الرياض بزيارة المعجب هذه التقرب من أنقرة الذي حل في إسطنبول خالي الوفاض سوى من محاولات قال الكاتب بكر أوزدمير إنها تهدف لإخراج الرياض من “الورطة” التي وقعت فيها منذ أسابيع عدة.

وتساءل أوزدمير -في تعليق له على خبر نشره حساب فيسبوك الخاص بصحيفة “يني تشاغ”- عما يمكن أن تقدمه زيارة المعجب لتركيا ما دامت السعودية تزعم أنها تجري تحقيقا مستقلا بمقتل خاشقجي؟

ويرى أوزدمير أن السعوديين يحاولون إضاعة الوقت والتسويف لتشتيت أنظار الأتراك عن المسؤول الرئيسي عن القضية، ولإشغال أنقرة عن التفكير في تقديم الملف إلى نظامها القضائي لمتابعة المتورطين.

المصدر : الجزيرة

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *