فيسبوك في دائرة الاتهام.. امنعوا إبادة المسلمين بميانمار
|في ميانمار يعتبر فيسبوك أكثر من مجرد موقع إلكتروني، فهو بالنسبة للعديد من الناس هناك يمثل الإنترنت بأسرها، لهذا عندما استخدم جيش الدولة موقع فيسبوك لشن حملة كراهية ضد المسلمين لم يكن هناك أي حواجز لوقف انشار الكراهية، باستثناء شركة فيسبوك نفسها. والواقع المرير على الأرض في ميانمار، حيث فر أكثر من سبعمئة ألف من أقلية الروهينغا، يُظهر فشل فيسبوك، وفقا لصحيفة واشنطن بوست الأميركية.
وتقول الصحيفة في مقال لهيئة التحرير إن صحيفة نيويورك تايمز نشرت الأسبوع الماضي قصة مرعبة عن كيفية تحوّل موقع التواصل الاجتماعي إلى أداة للتطهير العرقي.
ففي حملة منسقة، أنشأ أعضاء من جيش ميانمار صفحات وهمية لمشاهير من قدامى المحاربين إلى ملكات الجمال لتضخيم التوترات بين البوذيين والروهينغا. وكان الجيش، كما أوحت المنشورات على تلك الصفحات، هو الحصن الوحيد ضد الهجمات الإرهابية للمسلمين القتلة.
يوجد في ميانمار 18 مليون مستخدم للإنترنت، والصفحات التي أزالتها فيسبوك بعد تقرير نيويورك تايمز كانت تملك 1.35 مليون متابع. والصفحات التي أزالتها الشركة في أغسطس/آب الماضي كانت تملك 12 مليون متابع.
وتضيف واشنطن بوست أن فيسبوك لم تفعل سوى القليل جدا لمواجهة هذه الكراهية المستمرة منذ مدة طويلة. فحملة الكراهية بدأت قبل نصف عقد من الزمن، لكن حتى وقت قريب، لم تستجب فيسبوك لتقارير عن خطاب الكراهية إلا بعد وصولها إليها بشكل فردي.
ففي 2013 كان ثلاثة موظفين فقط من مراجعي المحتوى في فيسبوك يتحدثون لغة ميانمار، والآن أصبح عددهم 60، وتخطط فيسبوك لجعلهم أكثر من 100 بحلول نهاية العام. كما شكلت الشركة فريقا مكرسا لميانمار، وفريقا لتقييم الآثار على حقوق الإنسان، وتعهدت بتحسين الذكاء الاصطناعي لتحديد انتهاكات القواعد، إضافة إلى تبسيط عملية الإبلاغ عن الانتهاكات.
ورغم تلك الخطوات الإيجابية، ترى الصحيفة أن على فيسبوك فعل المزيد لمنع الإبادة الجماعية في القرن الواحد والعشرين، فميانمار ليست البلد الوحيد الذي تمتلك فيه فيسبوك حضورا قويا، ولم يعد أولئك الذين يرغبون في تعبئة المواطنين ضد مجموعة معينة بحاجة إلى طباعة الورق أو البث عبر الإذاعة أو حتى إنشاء موقع ويب، ففيسبوك موجود بالفعل من أجلهم ويمكن لأي شخص أن يكون مذيعا.
وتضع الصحيفة الحلول بقولها إنه يتوجب على فيسبوك أن تراقب تأثيرها في البلدان التي يكون فيها حضورها أقوى، مع تشكيل فريق يتكلم اللغة المحلية ويبحث عن أنماط قد تكون مؤشرات تسبق الإبادة الجماعية، كما يتوجب على المهندسين أن يتشاركوا بشكل أوثق مع المجتمع المدني لاكتشاف العيوب التقنية في أنظمة الإبلاغ عن الانتهاكات.
ويجب على فيسبوك التركيز على الجهات الفاعلة السيئة بمقدار تركيزها على المحتوى السيئ، وعليها أن تعدل قواعدها ضد “الأفراد الخطرين” لتشمل المسؤولين وغيرهم ممن يروجون للتطهير العرقي وتستأصل تلك الحسابات دون إنذار مسبق.
المصدر : واشنطن بوست