غابات الموصل.. قبلة العراقيين للسياحة والترفيه
|أحمد الدباغ–الموصل
في منطقة الغابات السياحية المطلة على نهر دجلة من الجانب الشرقي لمدينة الموصل يجلس شباب على قارعة الطريق، ومنهم من يدخن الأرجيلة، وبعضهم يحتسي الشاي المغلي على الفحم، وآخرون يلعبون الدومينو والطاولة أو الورق.
أما العائلات الموصلية فتراها تجلس في “الكازينوهات” المفتوحة على نهر دجلة مباشرة للتمتع بالأجواء وعبق دجلة الممزوج بروائح اللحم المشوي والكباب والسمك المعروف عراقيا “بالمزكوف”.
ويمتد شارع منطقة الغابات في الموصل على طول ضفة نهر دجلة من الجانب الأيسر للمدينة بطول ستة كيلومترات، وتنتشر فيه المقاهي على جانبي الطريق.
يوسف بلال شاب موصلي يتجه يوميا بعد انتهائه من عمله إلى منطقة الغابات للعب الدومينو وتدخين الأرجيلة مع أصدقائه، ويقول للجزيرة نت “كنا نمتنع عن زيارة هذه المنطقة إبان سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على الموصل لأن عناصر الحِسْبةِ كانوا في كل مكان”.
ثلاثة أشهر فقط بعد استعادة الموصل، عاد أبو علي الشوّاي لمزاولة مهنته في سكف (شواء) السمك في مطعم الطاحونة في الغابات.
ويقول أبو علي في حديثه للجزيرة نت إن الغابات لن يكون لها طعم ما لم تمتزج رائحة أوراقها بالدخان المتصاعد من السمك المزكوف الذي يقبل عليه الموصليون للتمتع بطعمه.
ورغم أن مقاهي الغابات تعرضت جميعها للحرق إبان المعارك التي شهدتها المدينة، فإن أصحاب المقاهي أعادوا المنطقة إلى أفضل مما كانت عليه، الأمر الذي ساعد في تجديد مقاهي المنطقة بالكامل.
متنفس العراقيين
عمر بسام، صاحب مقهى الفانوس الشبابي، أعاد إعمار مقهاه بعد شهرين من استعادة المدينة، ويقول للجزيرة نت “تشهد الغابات إقبالا شديدا من الموصليين شبابا وعائلات، خاصة في أيام العطل والأعياد”.
ويصف الشاب البغدادي إبراهيم عمار الوضع في الموصل قائلا “كنت أتخيل قبل زيارتي الموصل أنها ما زالت مدمرة بالكامل، إلا أني كنت مخطئا”.
عمار الذي التقته الجزيرة نت في غابات الموصل يضيف أن أجواء المكان فريدة من نوعها، واصفا المدينة بأنها بحق “أم الربيعين” لتشابه فصلي الربيع والخريف فيها.
وتجتذب منطقة الغابات الموصليين من شتى الأعمار من مدن ملاهي الأطفال إلى المقاهي التي يرتادها الكبار، مرورا بالمقاهي الشبابية التي تقدم المأكولات والأراجيل للشباب.
ويشير الطالب في معهد السياحة والفندقة معتز الفهد إلى أن منطقة الغابات كان يمكن لها أن تكون أفضل من ذلك بكثير لو أن الجهات الحكومية أولتها اهتماما أكبر.
ويؤكد الفهد للجزيرة نت أن الضفة الغربية لنهر دجلة في الموصل يمكن أن تستثمر كمنطقة سياحية متميزة، لافتا إلى أن هناك حاجة لتوسيع الأماكن السياحية التي لا تتناسب مع عدد سكان المدينة.
ولا يقتصر نشاط منطقة الغابات على الفصول الدافئة، إذ إنها تشهد إقبالا كبيرا من الشباب في فصل الشتاء أيضا، ويشير الحاج المتقاعد صالح القزاز إلى أن الموصل التي تعد ثاني كبريات المدن العراقية تفتقر لمتنفس سياحي فيها باستثناء الغابات.
القزاز الذي دأب على زيارة الغابات للقاء زملائه القدامى يصف في حديثه للجزيرة نت منطقة الغابات بأنها رئة المدينة الوحيدة التي يخرج فيها الموصليون من زحمة الحياة اليومية إلى رحابة دجلة ومياهه الجارية.
المصدر : الجزيرة