جدل الهوية بالجزائر.. طلاب يطالبون بمقاطعة العربية
|وكتب الرزقي سعيد بمجلة “جون أفريك” الناطقة بالفرنسية أن شبكات التواصل ساهمت في تضخم هذه الحركة، حيث شهدت العديد من البلديات القبائلية تجمعات ومسيرات للطلبة، رفعوا خلالها الأعلام الأمازيغية ورددوا شعارات تدعو للمقاطعة التامة لدروس العربية بالمدارس.
ومن الجهات التي دعمت هذه الحركة الاحتجاجية، نذكر جمعية الطلبة القبائليين التي دعت إلى تنظيم مسيرة يوم الأحد 28 أكتوبر/تشرين الأول الساعة 11، وسط مدينة تيزي وزو، من أجل رفع هذه الشعارات.
ونقلت المجلة عن قميرة نايت سعيد ممثلة الجزائر بالكونغرس الأمازيغي العالمي الذي تنعقد أشغاله بين 26 و28 أكتوبر/تشرين الأول في تونس، قولها “إن إضراب طلبة المعاهد ردة فعل طبيعية على التصريحات العنصرية التي أدلت بها نعيمة صالحي التي دعت بشكل صريح لمقاطعة تدريس لغة وطنية معترف بها رسميا، ومنصوص عليها في الدستور”.
وذكرت المجلة أن نعيمة صالحي النائبة بالبرلمان والأمينة العامة لحزب العدل والبيان صرحت في فبراير/شباط الماضي بأن “الأمازيغية لغة ميتة وليست حاملة للعلوم” متسائلة عن “مدى جدوى هذه اللغة”.
وقد وردت هذه التصريحات بمقطع فيديو أثار ضجة على شبكات التواصل، حيث اعتبر كثيرون من بين الناطقين بالأمازيغية أن هذا الأمر “صادم ومهين ويعبر عن عنصرية واضحة”.
وأشارت “جون أفريك” إلى أن نعيمة صالحي -التي دأبت على الإدلاء بتصريحات مثيرة للجدل- ذهبت أبعد من ذلك حين توعدت بقتل ابنتها التي تعودت على اللغة القبائلية بسبب احتكاكها بزملائها في الدراسة، وذلك في حال “نطقت مرة أخرى بكلمة واحدة من هذه اللغة في المنزل”.
|
“سأقتلك”
وأكدت نعيمة صالحي أنها وجهت هذه العبارات لابنتها “إذا نطقت كلمة واحدة باللغة القبائلية فإنني سأقتلك”.
وذكرت المجلة أن عاملا آخر زاد من حدة ردة فعل الطلبة القبائليين، تمثل في عرض تقرير على القناة التلفزيونية الخاصة الشروق نيوز، في 19 سبتمبر/أيلول الماضي، ظهر فيه أولياء متجمهرون أمام المدرسة الابتدائية بن شيوب رشيد في بلدية جيجل التي يدرس بها أبناءهم.
وكان هؤلاء الأولياء يحتجون صراحة على اختيار وزارة التعليم هذه المدرسة التي يدرس بها أبناؤهم كمؤسسة نموذجية لتعميم الأمازيغية. وقد قال أحد المحتجين “أبناؤنا ليسوا فئران تجارب” وقال آخر “أبناؤنا لن يستفيدوا من هذه اللغة”.
كما انتشرت صورة أخرى أثارت جدلا كبيرا، يظهر فيها طفل صغير أكدت معلومات أنه القبائلي الوحيد الذي يتابع دروس هذه اللغة وهو جالس بمفرده بالقسم مع معلمه.
وأوضحت المجلة أن هذه الصورة -التي تم تداولها والتعليق عليها بكثافة بموقع فيسبوك– خلفت حالة من الامتعاض بالأوساط الناطقة بالأمازيغية، مما دفع سكان هذه المناطق إلى الدعوة لتطبيق مبدأ الرد بالمثل. وفي ظل هذا الوضع، قال أبرز المدافعين عن هذه اللغة “بما أنهم يرفضون تعلم الأمازيغية فسنرفض تعلم العربية”.
وذكّرت “جون أفريك” بأنه في ديسمبر/كانون الأول الماضي، تم تنظيم مسيرات وتجمعات بصفوف طلبة المعاهد والجامعات في المناطق القبائلية، بعد أن صوّت نواب في المجلس الشعبي الوطني برفض تعديل لصالح نشر الأمازيغية وتعميم تدريسها.
|
مكتسبات مزعومة
ونقلت المجلة عن قميرة نايت سعيد قولها “إن تدريس الأمازيغية بقي اختياريا وتجريبيا، حتى بعد كل هذه السنوات وهذه المكتسبات المزعومة. والأسوأ من ذلك، ما فتئ عدد المؤسسات التي تدرس فيها هذه اللغة يتناقص. فضلا عن أنه لم يغير إعلانها كلغة رسمية خلال سنة 2016 الكثير نظرا لتأخر القوانين التي تفعّل هذا القرار”.
وأشارت “جون أفريك” إلى أن الأمازيغية اكتسبت وضعا دستوريا بالجزائر مما عزز مكانتها الحالية كلغة وطنية ورسمية، بعد سلسلة من التحركات وصراع مطول من الانتفاضات على غرار “الربيع البربري” الذي شهدته البلاد خلال سنة 1980 و”الربيع الأسود” الذي خلف 126 قتيلا خلال سنة 2001.
وقد تم تدريس هذه اللغة في المدارس بفضل حركة مقاطعة المدارس خلال سنة 1995 التي شهدت غيابا جماعيا للتلاميذ القبائليين عن مقاعد الدراسة لمدة سنة.
المصدر : الصحافة الفرنسية