السعودية وحظر السلاح.. هل تتجه الرياض نحو الشرق؟
|جنود سعوديون يطلقون قذائف مدفعية على مواقع لجماعة الحوثي باليمن (رويترز) |
موضع الحمقى
ومن بلجيكا جاءت الدعوات المطالبة بإيقاف تجارة الأسلحة مع السعودية على لسان نائب رئيس الوزراء ألكسندر دور حيث أكد على ضرورة التصرف في مثل هذه الحالات بطريقة إنسانية، مشيرا إلى أن هذه الخطوة ستساهم في تخفيف عدد الضحايا في اليمن.
وفي بريطانيا طالبت المعارضة المتمثلة بحزب العمال بإيقاف تجارة الأسلحة مع الرياض، ووصف زعيم الحزب جيريمي كوربين إدانة الحكومة لمقتل خاشقجي بأنها خطوة مهمة ولكن غير كافية، وأوضح “فهل ستوقف الحكومة تجارة الأسلحة مع السعودية”؟
وقالت وزيرة الخارجية البريطانية في حكومة الظل عن حزب العمال إيميلي ثورنبيري إن ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان يضع حلفاءه موضع الحمقى، ويظن أنهم سيصدقون أكاذيبه، ولذلك على الحكومة البريطانية أن توقف بيع الأسلحة للسعودية”.
|
مراجعة التصدير
وفي إسبانيا أكد زعيم حزب “بوديموس” الإسباني بابلو إيغليسياس أنه سيطالب حكومة بلاده مجددا بإيقاف تجارة السلاح مع المملكة السعودية، داعيا إياها إلى دعم قرار الحكومة الألمانية في هذا الصدد.
أما كندا فقد قال رئيس وزرائها جاستن ترودو إن حكومته تراجع تصاريح التصدير للسعودية، ومنها اتفاق مع المملكة لتصدير السلاح بقيمة 13 مليار دولار، وأضاف في مؤتمر صحفي بأوتاوا “سنواصل العمل مع حلفائنا في أنحاء العالم من أجل الحصول على ردود أفضل بشأن هذا الحادث ونتحدث عن تبعاته.. حكومتنا تراجع الآن تصاريح التصدير القائمة بالفعل للسعودية”.
من جانبه أوضح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في معرض ردّه على الأصوات المطالبة بضرورة إيقاف بلاده تجارة الأسلحة مع السعودية أن الرياض ليست عميلا مهما بالنسبة لفرنسا فيما يتعلق بتجارة الأسلحة، بينما قال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية بنيامين غريفو إن باريس ستعمل على اتخاذ “تدابير عقابية” إذا “ثبت” أن للرياض دورا في مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
ومنذ بداية العام، أطلقت منظمات غير حكومية بينها العفو الدولية وأوكسفام والسلام الأخضر دعوات من أجل الوقف الفوري لأي عملية بيع سلاح للسعودية يمكن أن تستخدمه في النزاع باليمن بعدما أدى إلى مقتل آلاف المدنيين.
جانب من مظاهرة بالعاصمة البريطانية لندن ضد تصدير السلاح للسعودية (غيتي-أرشيف) |
الأسواق البديلة
وقال طوني فورتن من مرصد التسلح “لقد قدمت شكاوى ضد عمليات البيع هذه في المملكة المتحدة وإيطاليا وهولندا.. وهذا يسلط الضوء على علاقتنا مع الرياض”، موضحا “هل يمكننا الاستمرار في علاقتنا الإستراتيجية مع نظام يقوم بتعذيب معارضيه ويطبق الخناق على المدنيين في اليمن ويقطع صحفيا إربا، بالمعنى الحرفي للكلمة؟”.
ويرى خبراء نشرة “إنتليجانس أون لاين” أن دولا أخرى، كالصين وروسيا على سبيل المثال، ستكون مسرورة بسد النقص المحتمل الذي سيخلفه امتناع المزودين الغربيين عن توريد الأسلحة بقرار من سلطاتهم السياسية.
وذكرت النشرة أنه “على المدى البعيد، فإن رد الفعل الأميركي على مقتل خاشقجي سيسرع من تقارب الرياض مع الشركاء الذين لم يبدوا أي احتجاج حول القضية، وفي المقام الأول بكين وموسكو”، مشيرة إلى أن “الصين تحتل المرتبة الأولى في الشراكة النفطية مع السعودية منذ عامين وبدأت بدخول الأسواق المتعلقة بالأمن، خاصة الطائرات من دون طيار”.
وتجدر الإشارة إلى أن الإحصاءات الصادرة عن معهد أستوكهولم الدولي لأبحاث السلام قد أفادت أن السعودية تعد الأكثر استيرادا للأسلحة من بين دول العالم.
المصدر : وكالات