العرب رفعوا عنها الحرج.. الصين تفتح قلبها لإسرائيل
|في الوقت الذي تتحرك فيه بكين لتوسيع تعاونها بمجال التكنولوجيا الفائقة وإيجاد سبل لتنفيذ مشاريع مبادرة “الحزام والطريق” حل وانغ تشي شان نائب الرئيس بتل أبيب للمشاركة في قمة “الابتكار والإبداع” في زيارة لأكبر مسؤول صيني إلى إسرائيل منذ نحو عقدين،
وتأتي زيارة وانغ تشي شان إلى إسرائيل تتويجا لتعاون تنامى خلال العقود الماضية. وربما كانت الصين تتطلع لهذا التعاون منذ زمن بعيد لكن منعتها مواقفها السابقة من الصراع العربي الإسرائيلي الداعمة لنضال الشعب الفلسطيني.
عام 1964 وعلى هامش مؤتمر حركة دعم الانحياز في الجزائر، قال رئيس الوزراء الصيني الراحل شوان لاي كلمته الشهيرة “فجروها ولو بعود كبريت فقضيتكم عادلة”.
كان حينها يحث الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات على الكفاح المسلح ضد إسرائيل التي قامت عام 1948 على أرض عربية محتلة.
وبعد اندلاع الكفاح الفلسطيني المسلح، مضت بكين في مد الثورة الفلسطينية بكل ما تحتاجه من دعم مادي ومعنوي وخاصة مجال تدريب وتأهيل الكوادر العسكرية والسياسية.
واستمر الدعم الصيني للفلسطينيين من خلال الاعتراف بمنظمة التحرير كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني، لتكون الصين وقتها أول دولة أجنبية تسجل ذلك الموقف وتفتتح بعثة تمثيلية لفلسطين بالعاصمة بكين تتمتع بميزات دبلوماسية كاملة.
لكن، بعد اعتراف بعض الدول العربية بإسرائيل علنا أو بشكل غير مباشر -خاصة بعد اتفاقية أوسلو للسلام- لم تعد بكين تجد حرجا في توطيد علاقاتها بتل أبيب.
سياسة الانفتاح
وتماشيا مع سياسة الانفتاح التي بدأتها الصين قبل أربعة عقود وتبني مبدأ “السياسة بخدمة الاقتصاد” رأى الصينيون في تطوير علاقاتهم مع إسرائيل خطوة من شأنها دعم التنمية الاقتصادية، وبدؤوا السعي لذلك منذ أن أنشأ الجانبان علاقاتهما الدبلوماسية عام 1992.
وفي حديث للجزيرة نت، قال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة بكين للدراسات ليو تشينغ إن إسرائيل تُعرف بامتلاكها قوة تنافسية بمجال التكنولوجيا وخاصة تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي وتقنيات الزراعة الحديثة وغيرها، ولا شك أن الصين تتطلع إلى تعزيز التعاون معها بهذه المجالات.
وفي الوقت الذي يدخل فيه عدد متزايد من الشركات الإسرائيلية السوق الصينية، استمر استثمار الصين بإسرائيل في الازدهار وازداد حجم التبادل التجاري بين الجانبين.
وخلال عام 2016، تضاعف الاستثمار المباشر للصين في إسرائيل ثلاث مرات تقريبًا ليصل إلى 16 مليار دولار. ويتوقع مراقبون أن تتفوق الصين على الولايات المتحدة باعتبارها المصدر الأول للاستثمار الخارجي بإسرائيل.
وسائل التواصل
ويرى مراقبون أن إسرائيل نجحت على مدى أكثر من عقدين في كسب مزيد من الإعجاب والتأييد لدى عدد كبير من شرائح المجتمع الصيني. ويتجلى ذلك في تعليقات النشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي المؤيدة لسياسات تل أبيب.
ويوضح الباحث بمجال التواصل عبر الإنترنت ليو بو أن هذا الإعجاب يعود لعدة أسباب أهمها: أنشطة العلاقات العامة التي لم تتوقف الحكومة الإسرائيلية عن القيام بها داخل الصين منذ أُنشِئَت العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين.
وعزا ذلك أيضا إلى ضعف وسائل الإعلام الصينية وحصول الصينيين على المعلومات المتعلقة بالشؤون الدولية من خلال وسائل الإعلام الأجنبية المؤيدة بشكل عام لإسرائيل.
وهناك عامل آخر يتعلق بما يشهده العالم من ترويج لمشاعر العداء للحركات الإسلامية ووصم المسلمين بالإرهاب، مما ساهم بشكل مباشر في توجيه الرأي العام الصيني ضد الفلسطينيين داخل الشبكة العنكبوتية.
المصدر : الجزيرة