ألموندو: أميركا والسعودية زواج تاريخي ضد قواعد الطبيعة
|قال الكاتب بابلو باردو بصحيفة “ألموندو” الإسبانية إن اتفاق كوينسي، الذي أبرمه الملك عبد العزيز آل سعود مع الرئيس الأميركي آنذاك فرانكلين روزفلت يوم 14 فبراير/شباط 1945 بعد عودته من مؤتمر يالطا، يُعد من اللقاءات الأكثر أهمية في التاريخ والتي هُمشت في الوقت نفسه. ولا يزال هذا الاتفاق يرسم الجغرافيا السياسية العالمية إلى حد اليوم.
وبعد مرور 29 عاما من انهيار الشيوعية في أوروبا الشرقية عام 1989، يبدو أن مؤتمر يالطا، أو ما تسمى باتفاقية يالطا، الذي عقد بين 4 و11 فبراير/شباط 1945 لم يعد ذا أهمية تذكر في السياسة العالمية.
ففي اللقاء بين آل سعود وروزفلت، نشأ التحالف بين الولايات المتحدة والسعودية، الذي وقف في وجه كل التحديات مثل حظر النفط والحروب، فضلا عن تأميم أصول شركات الطاقة الأميركية وانهيار الاتحاد السوفياتي، العدو المشترك لكلتا الدولتين، الذي رأى فيه كثيرون السبب وراء هذا التحالف.
ترامب يعزز التحالف
وقال الكاتب إن هذا التحالف التاريخي تعزز خلال الأسبوع الجاري عبر الدعم الذي قدمه ترامب لولي العهد السعودي محمد بن سلمان في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي المثيرة للجدل.
ووصف الكاتب هذا التحالف بين الدولتين بالزواج التاريخي الذي يخالف الطبيعة لأسباب عدة. فمن جهة، تعد أميركا جمهورية ديمقراطية قائمة على مبادئ التنوير، في حين أن السعودية تقوم على حكم ملكي مطلق.
إضافة إلى ذلك، تُعتبر أميركا الطرف الأقوى في الاتفاق المبرم بين البلدين، لكنها تميل إلى أن تنحني أمام السعودية الطرف الأضعف. وقد أظهرت أميركا، والدول الغربية بشكل عام، اهتماما كبيرا بالسعودية يوم انعقاد اتفاق كوينسي.
روزفلت لم يدخن أمام الملك
وقال باردو إن روزفلت كرس خلال ذلك اللقاء كل جهوده لنيل رضا السعودية، الدولة الإسلامية “المتشددة”. فعلى سبيل المثال، لم يدخن روزفلت سيجارة واحدة في حضرة الملك السعودي خلال الساعات الخمس التي دامت فيها محادثتهما، وكان يدخن خلسة في أحد المصاعد بعيدا عن أنظار الملك.
وقد ورد في كتاب المؤرخة راشيل برونسون عن العلاقات السعودية الأميركية بعنوان “أكثف من النفط” سنة 2008، أن المسائل التي تمت مناقشتها آنذاك تبدو معاصرة للغاية على غرار النفط والقدس والاستثمارات العقارية.
عموما، كان لروزفلت السبق في الحصول على الدعم السعودي لشركات النفط في بلاده، على حساب البريطانيين، مقابل ضمان استقلال السعودية عن بريطانيا العظمى. وخرج روزفلت راضيا من ذلك اللقاء، رغم أنه لم يستطع إقناع الملك السعودي بدعم إقامة دولة يهودية في فلسطين.
مصالح ترامب الشخصية
وذكر باردو أن فحوى هذه الاتفاقية لم يتغير كثيرا إلى اليوم فيما يتعلق بالنفط، وحتى الاستثمارات العقارية. من جهته، أكد ترامب، الذي باع يختين للسعوديين، أن المملكة تستثمر في ممتلكاته العقارية بشكل سنوي.
وفيما يتعلق بمسألة القدس، يقول الكاتب إن الاتفاق لا يزال قائما، خاصة بالنسبة “للصهاينة المسيحيين” في أميركا الذين يستميتون في الدفاع عن إسرائيل. وقد أبهرهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بتحالفه مع إسرائيل. أما التحالف الأكثر غرابة فهو الذي يجمعه بالولايات المتحدة، وهو ما يرتبط جزئيا بإيران، العدو المشترك للبلدين.
المصدر : الصحافة الإسبانية