كاتبة بريطانية: مقتل خاشجقي فضيحة تهز عرش آل سعود

نشرت صحيفة تايمز البريطانية مقالا للكاتبة كاثرين فيلب تقول فيه إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان آل سعود كان يعاني من مشاكل داخلية حتى قبل قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي التي وصفها المقال بأنها فضيحة تهز عرش آل سعود.

وتضيف الكاتبة أن تعيين بن سلمان وليا للعهد كسر سلسلة من الخلافة التي كان فيها العرش في السعودية ينتقل من الأخ إلى الأخ، وأن هذا التعيين جاء على حساب ابن عمه محمد بن نايف الذي لا يزال رهن الإقامة الجبرية بعدما استنزفت حساباته المصرفية.

وتقول الكاتبة إن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز تراجع عن القيام بمهامه ليترك إدارة البلاد لنجله محمد بن سلمان، الذي بدوره بدأ يصنع بصمته ضاربا عرض الحائط بالأسلوب المعتاد للحكم، والذي كان يقوم على الإجماع بين كبار العائلة المالكة.

وتضيف أن بن سلمان بصفته وليا للعهد ووزيرا للدفاع أقحم بلاده في حرب مدمرة على اليمن تستنزف الموارد المالية وتقوض مكانة السعودية في الخارج، وذلك فضلا عن الإضرار بسمعة تلك الحكومات في الخليج وفي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة التي تدعمها.

وتمضي الكاتبة للقول إن بن سلمان بوصفه وليا للعهد، فقد كان وراء قرار فرض الحصار على دولة قطر وهي خطوة ينظر إليها على نحو متزايد على أنها خطأ في التقدير.

جمال خاشقجي (رويترز)

قمع وفرار خاشقجي
وتضيف الكاتبة “جاءت إصلاحاته التي يتبجح بها، مثل السماح للنساء بقيادة السيارات، متزامنة مع شنه حملة على المعارضة وباعتقاله النشطاء بمن في ذلك النساء اللاتي أطلقن حملات من أجل حق المرأة في قيادة السيارة، والدفع بخاشقجي للفرار للخارج”.

وتحدثت الكاتبة بإسهاب عن قيام بن سلمان بحملات الاعتقال التي شملت بعض الأمراء والوزراء وكبار رجال الأعمال وابتزازهم.

وتشير إلى تذمر بعض كبار العائلة المالكة جراء قيام ولي العهد بتقليص إمكانية وصولهم إلى الملك، وتضيف أنه أصبح على علم بالاستياء داخل الأسرة المالكة جراء تصرفاته.

وتضيف أن بن سلمان يخشى من التعرض للاغتيال وأنه يقال إنه يقضي ليله نائما في يخته الفخم الثمين خارج جدة، ما يتناقض مع سعية للتقشف في البلاد.

وتقول إنه مع تعمق الأزمة بشأن اختفاء خاشقجي فإن الملك سلمان أرسل مستشاره الأمير خالد الفيصل -أحد أعضاء الحرس القديم- إلى إسطنبول في مهمة للسيطرة على  الأضرار المحتملة، مما جعل كثيرين يرون أن هذا الخطوة تعد علامة على أن الجيل الأكبر سنا بدأ يعيد تأكيد نفسه.

وتضيف انه رغم أن الملك وبعد تفجر قضية خاشقجي أقال عدد من كبار الشخصيات القريبة من ولي العهد، فإنه منح نجله محمد بن سلمان الثقة مجددا من خلال تكليفه بتشكيل وترأس لجنة لإعادة هيكلة وكالات جهاز الاستخبارات في البلاد في أعقاب مقتل خاشقجي.

الأمير أحمد بن عبد العزيز (يمين)  ومحمد بن سلمان بن عبد العزيز (الأوروبية)

أحمد بن عبد العزيز
وتقول إن البعض في السعودية يتطلعون إلى الأخ الأصغر للملك سلمان الأمير أحمد بن عبد العزيز (73 عاما) بديلا محتملا لولي العهد.

وتشير إلى ظهور الأمير أحمد بن عبد العزيز في تقرير فيديو بلندن وهو يخاطب المتظاهرين ضد الحرب اليمنية ويلقي باللوم على الملك وابنه بالتسبب بهذه الكارثة الدموية.

وتقول إن الأمير أحمد بن عبد العزيز بقي في لندن منذ ذلك الحين وسط خوفه من غضب محمد بن سلمان.

وتختتم الكاتبة مقالها بالقول إن الملك سلمان هو الشخص الوحيد في السعودية القادر على قصقصة جناحي ولي العهد محمد بن سلمان، وأما عما إذا كان سيفعل فإنه أمر مشكوك فيه.

المصدر : الجزيرة,تايمز

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *