انتبه.. ضغط الدم أهم مؤشر على حالتك الصحية
|سواء ارتفع جدا أو انخفض جدا، يعد ضغط الدم عامل خطر تتكشف من خلاله العديد من الأمراض التي يمكن أن تقلل من جودة الحياة وكذلك من مدتها.
فارتفاع ضغط الدم هو عامل الخطر المرتبط بأعلى عدد من الوفيات في العالم، إذ تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن هذا المرض مسؤول عن أكثر من 10 ملايين حالة وفاة في السنة.
فعندما يصاب شخص باختلال في ضغط الدم، ينبغي له أن يأخذ الوقت الكافي للعثور على أفضل طريقة للتدخل على المدى الطويل حيث يجب اتباع العلاج مدى الحياة.
ولا يكون تأثير ارتفاع ضغط الدم فوريا في العادة، بل يحدث على مدى شهور أو سنوات، وكلما كان التدخل لعلاج الحالة في وقت مبكر كان ذلك أفضل، وارتفاع ضغط الدم هو في الوقت نفسه مسبب لاضطراب توازن القلب والأوعية الدموية ومؤشر عليه.
فهذا الارتفاع يعزز أمراض القلب والأوعية الدموية التي تعزز هي الأخرى ارتفاع ضغط الدم، لذلك ليس من المستغرب أن يكون قياس ضغط الدم جزءا من الفحص السريري الروتيني خلال أي استشارة طبية.
وعندما يؤكد الطبيب مع مريض ما وجود ارتفاع لضغط الدم، سيكون عليه إجراء تقييم كامل معه لتطوير أفضل إستراتيجية لمواجهة هذا الأمر، “إذا كان عمر المريض أكثر من 30 عاما وليست لديه أي علامات أخرى على تدهور صحة القلب والأوعية الدموية، فإن تغيير نمط الحياة سيكون الخطوة الأولى”، حسب البروفيسور جاك عمار رئيس قسم فرط ضغط الدم الشرياني والعلاج في مستشفى جامعة رانغيل بتولوز.
وينبغي أن يصاحب هذا التغيير الحد من تناول الملح، وذلك بتجنب الأطعمة الصناعية أو مكعبات الأعشاب أو إضافة الملح بانتظام إلى المائدة، وغالبا يكون ذلك فعالا للغاية، كما أن النشاط البدني أمر أساسي، ولا يعني ذلك الرياضة وإنما فقط القيام بـ30 دقيقة من المشي السريع في اليوم.
وإذا لم تُجد إجراءات تغيير نمط الحياة في إعادة الضغط إلى توازنه خلال ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر، فإن الطبيب يلجأ إلى وصف أدوية تضبط إيقاع ضغط دم الشخص.
ويجب إعادة تقييم ارتفاع ضغط الدم ومعالجته بانتظام طيلة الحياة مع الطبيب العام الذي يتابع عن كثب مسار كل مريض، والهدف من ذلك هو العثور على إستراتيجية يمكن للمريض اتباعها على المدى الطويل، مع الأخذ في الاعتبار أن التحكم في ارتفاع ضغط الدم يؤدي إلى تقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية بنسبة 50% والخرف بنسبة 20% ووفيات القلب والأوعية الدموية بنحو 10%.
كما أن علينا قبل استخدام دواء خافض للضغط أن نتأكد من أن الشخص لا يعاني أصلا من انخفاض في ضغط الدم، إذ إن ذلك خطر آخر كثيرا ما يكون خفيا، فمن الشائع بالفعل أن يكون الشخص يعاني من ارتفاع في ضغط الدم ويصاب بانخفاض ضغط الدم حسب حالة جسمه، جالسا أو قائما أو مستلقيا على ظهره… إلخ.
ويمكن أن يحدث انخفاض ضغط الدم في حالات أخرى، بما في ذلك السكتات الدماغية والتعب أو تجاوز الجرعات في بعض الأدوية والعقاقير.
وينصح من يعانون بارتفاع ضغط الدم باستخدام سوار لقياس ضغط الدم باستمرار حتى يتسنى لهم ملاحظة أي تطور يستحق التدخل الطبي.
المصدر : لوفيغارو