هل تنجح مصر في القضاء على فيروس “سي” نهائيا؟
|محمد سيف الدين-القاهرة
فقد أطلقت مصر في 30 سبتمبر/أيلول الماضي، حملة لقضاء على “فيروس سي”، والكشف عن الأمراض غير السارية (الأمراض المزمنة)، تحت شعار “100 مليون صحة”، واستهدفت نحو خمسين مليون مواطن من سن 18 عاما فما فوقها.
ووفقا لآخر التقديرات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة والسكان، فقد فحصت الحملة ثلاثة ملايين و487 ألفا وثلاثمئة مواطن، وذلك في الفترة من 1 أكتوبر/تشرين الأول وحتى 15 من الشهر ذاته.
يذكر أن مصر بدأت أولى خطواتها نحو المسح الطبي لـ”فيروس سي” في عام 2006، حينما شكلت اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، وعلى الرغم من ذلك ظلت صاحبة المعدل الأعلى لانتشار “فيروس سي” في العالم.
ولكن لا يوجد في مصر حاليا إحصاء دقيق لنسبة المصابين، غير أن المعلومات المتوفرة منذ 2014 تشير إلى أن المرض منتشر بنسبة 20% بين المصريين، بما يعادل 15 مليون مريض بحسب عدد السكان وقتها، وأنه يوجد 170 ألف مصاب جديد سنويا.
صورة من البطاقة التي يحصل عليها المواطن (الجزيرة) |
إعادة تدوير
الدكتور مصطفى جاويش -المسؤول السابق في وزارة الصحة المصرية- شكك في قدرة حملة “100 مليون صحة” في القضاء على التهاب الكبد الوبائي “سي”، مؤكدا أنها إعادة تدوير لحملات سابقة انطلقت خلال السنوات الخمس الماضية.
وبدأت أولى تلك الحملات في 26 فبراير/شباط 2014، حينما أعلنت القوات المسلحة عن تطوير جهاز لعلاج فيروس التهاب الكبد الوبائي “سي” ومرض نقص المناعة المكتسب “الإيدز“، وهو ما عرف وقتها بـ”جهاز الكفتة” الذي أثار جدلا واسعا، ومضت الشهور والأيام دون أن يتحقق أي شيء، وفق خبراء.
وعن توقيت إعلان “حملة 100 مليون صحة”، يشير جاويش -في حديثه للجزيرة نت– إلى أنها جاءت للتغطية على كارثة واقعة الغسيل الكلوي التي شهدتها إحدى مستشفيات محافظة الشرقية (شمال القاهرة) في سبتمبر/أيلول الماضي، وراح ضحيتها أكثر من ثلاثة أشخاص.
ورأى المسؤول المصري السابق أن من غير المنطقي القضاء على “فيروس سي” خلال عامين، قائلا: “في شهر ديسمبر/كانون الأول 2017 أعلنت مصر علاج 1.5 مليون مريض كبدي، وأنه توجد خطة للقضاء على المرض بحلول عام 2020، وهنا وقفة هامة وهي أن هذا الرقم -1.5 مليون مريض- لو تم قياسه على عدد المرضى الذين تم الإعلان عنهم عام 2014، تكون النسبة هي علاج 10% فقط من المرضى خلال أربع سنوات، وبالتالي كيف يتم الانتهاء من نسبة 90% خلال عامين فقط؟”.
واتفق استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد الدكتور محمود عبد القادر، مع ما قاله جاويش، وشدد على أهمية وضرورة المسح الطبي الذي تقوم به الدولة حاليا، وذلك للوقوف على الأعداد الحقيقة للمصابين.
فيروس التهاب الكبد سي (دويتشه فيله) |
وقاية
ورأى عبد القادر في تصريحات للجزيرة نت، أن مبدأ “الوقاية خير من العلاج” هو الأهم؛ حيث إن أعداد المصابين في تزايد مستمر سنويا بسبب انتشار العدوى، وذلك بسبب نقص مستلزمات التحكم بالعدوى في أغلب المستشفيات، وضعف الرقابة، مؤكدا أن ذلك سيوفر على الدولة الكثير من الحملات والأموال.
وبعيدا عن تصريحات المسؤولين المصريين، قام مراسل “الجزيرة نت” بجولة على بعض نقاط وجود حملة “100 مليون صحة” في إحدى المحافظات المسجلة في المرحلة الأولى للمسح الطبي؛ حيث رصد بعض الشكاوى لدى كبار السن خاصة، بسبب عدم توفير أماكن انتظار فضلا عن قلة عدد القائمين على عمليات الفحص.
وعن كيفية حصول المريض المصاب على العلاج، يقول الدكتور وحيد دوس رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، إنه إذا كانت نتيجة تحليل الشخص “إيجابية”، يتم توجيهه لأقرب مستشفى ووحدة فيروسات كبدية لإجراء تحليل “بي سي آر” التأكيدي وتحليل “فيروس بي”، ثم الفحوص الشاملة والتقييم لصرف العلاج، ثم يتم تحديد إذا كان المريض خاضعا للتأمين الصحي أو يصدر له قرار علاج على نفقة الدولة.
المصدر : الجزيرة