ساعة طبية تتنبأ بفترة الوفاة الطبيعية
|يعتبر الموت من المواضيع التي لا يحب الكثير من الناس مواجهتها أو التحدث عنها، لكن بالنسبة للأخصائي في مجال الإحصاء الحيوي (بيوستاتيستك) ستيف هورفاث فإن دراساته لتحديد موعد الموت تهدف أساسا إلى الوقاية من بعض أمراض الشيخوخة.
فقد اكتشف هورفات تأثير بعض التغيرات الكيميائية على “سيتوسين” -إحدى قواعد الحمض النووي الأربع، أو “حروف” الشفرة الوراثية- في جعل الجينات أكثر أو أقل نشاطا.
وبالبحث عن هذه التغييرات في الحمض النووي لشخص ما، يمكن أن يُعرف هل يتقدم جسم هذا الشخص في السن بشكل غير معتاد، تسارعا أو تباطؤا. وقد اختبر فريق هورفاث هذه الساعة الجينية المسماة “غريم أيج” (GrimAge) على 13 ألف عينة دم تم جمعها قبل عقود من أشخاص توفوا بعد ذلك. وأظهرت النتائج أنه يمكن استخدام الساعة للتنبؤ بالوفيات.
وحيث إن أمراض السرطان وأمراض القلب وألزهايمر مرتبطة بشكل كبير بالعمر، فإن ساعة هورفاث تستطيع التنبؤ -نظريا- بالمدة التي يمكن أن يعيشها الشخص المصاب بهذه الأمراض.
فقد وجد أن تسارع عمر الخلايا بثماني سنوات أكثر من المقدار الطبيعي يزيد من خطورة الموت المبكر بمقدار الضعف، بينما تباطؤ موت الخلايا بسبع سنوات يؤخر احتمالية الموت بمقدار النصف.
كما وجد أن تباطؤ عمر الخلايا مرتبط ببعض أنماط الحياة الصحية كالغذاء والنوم السليم، بينما وجد أن الرياضة لا تؤخر الشيخوخة إلا لفترة بسيطة، ولكن ذلك يعزى إلى استبعاد تأثير العضلات في هذه الدراسة.
وأشارت الدراسة إلى أن الالتزام بهذه الأنماط الصحية في وقت مبكر من العمر يزيد احتمالية تباطؤ موت الخلايا والوصول إلى الشيخوخة.
ويأمل هورفاث أن يتمكن هو وفريقه من تحسين نتائج الساعة لتصبح أكثر دقة في تحديد أعمار الناس وصلاحية خلاياهم.
أما الجهات التي تهتم بهذه الأبحاث فهي كثيرة، فبالإضافة إلى المستشفيات والجهات الحكومية التي تحتاج هذه المعلومات للتخطيط للمستقبل، هناك شركات التأمين التي تهتم بتقدير المخاطر قبل إصدار وثائق التأمين على الحياة.
المصدر : مواقع إلكترونية