ترامب يثق بالرواية السعودية لمقتل خاشقجي ومشرعون يشككون
|قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه يرى أن الرواية السعودية لمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي “موثوقة”، وإنه يفضل ألا يلغي الكونغرس صفقات الأسلحة مع السعودية، وذلك بعد إقرار الرياض بمقتل الصحفي ولكن بسبب شجار ودون علم ولي العهد محمد بن سلمان.
وقال ترامب للصحفيين في أريزونا إنه يعتقد أن الإعلان الذي أصدرته السعودية بشأن خاشقجي “خطوة أولى جيدة وخطوة كبيرة”، وأن اعتقال المشتبه بهم مهم للغاية، معتبرا في الوقت نفسه أنه ما زالت هناك أسئلة وأن ما حدث مع خاشقجي أمر غير مقبول.
لكن ترامب أكد في الوقت نفسه أنه يعتقد أن التفسير السعودي موثوق به، وقال إنه لا يعتقد أن القيادة السعودية كذبت عليه.
وأضاف أنه سيتحدث مع ولي العهد السعودي قبل أي خطوة مقبلة، وأنه يتم الاقتراب من حل مشكلة كبيرة، كما أكد أنه سيعمل مع الكونغرس بشأن القضية، مفضلا ألا تتضمن العقوبات التي قد تفرض على السعودية إلغاء مبيعات الأسلحة.
وقال الرئيس الأميركي أيضا إن أطرافا أخرى إلى جانب السعودية وتركيا شاركت في التحقيقات.
وقبل ذلك بقليل، قال البيت الأبيض في بيان إنه اطلع على البيان الذي أصدرته السعودية بشأن وفاة خاشقجي، وإنه سيواصل الضغط من أجل تحقيق “العدالة التي تأتي في الوقت المناسب والشفافة والتي تتفق مع الإجراءات الواجبة”.
وأضاف البيت الأبيض أنه سيواصل متابعة التحقيقات الدولية في الحادث عن كثب، وتابع “نشعر بالحزن لسماع تأكيد وفاة السيد خاشقجي، ونقدم أعمق تعازينا لأسرته وخطيبته وأصدقائه”.
وذكرت شبكة “سي إن إن” أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أطلع ترامب ومستشار الأمن القومي جون بولتون على فحوى مكالمة مع محمد بن سلمان، التي أطلعه فيها على بيان المملكة بشأن وفاة خاشقجي.
ويأتي ذلك بعد إعلان النائب العام السعودي أن التحقيقات الأولية كشفت عن وفاة خاشقجي بسبب شجار واشتباك بالأيدي مع آخرين في القنصلية السعودية بإسطنبول، وأنه تم إيقاف 18 شخصا للتحقيق، كما ذكر مصدر مسؤول أن بن سلمان لم يكن على علم بما حدث.
غراهام: من الصعب أن تكون للرواية السعودية أية مصداقية بعد أن قالت في البداية إن خاشقجي غادر القنصلية (رويترز) |
تشكيك
في المقابل، سارع عدة مشرعين أميركيين لرفض الرواية السعودية، ومنهم السيناتور الجمهوري ليندزي غراهام الذي قال على تويتر “أقل ما يمكن أن أقوله هو إنني متشكك في الرواية السعودية الجديدة”، مضيفا أن من الصعب أن تكون للرواية السعودية أية مصداقية بعد أن قالت في البداية إن خاشقجي غادر القنصلية.
كما قال عضو الكونغرس الديمقراطي آدم شيف “إذا كان يتشاجر مع أولئك الذين أرسلوا للقبض عليه أو قتله، فإنه كان يفعل ذلك لإنقاذ حياته. إذا لم تتحرك الإدارة، فيتعين على الكونغرس أن يتحرك”.
وأضاف شيف أن الزعم بأن خاشقجي قتل خلال شجار مع 15 شخصا أرسلوا من السعودية، لا يتمتع بأي مصداقية على الإطلاق.
وكتب العضو الديمقراطي في لجنة الاستخبارات إريك سوالويل على تويتر “أين الجثة؟.. عائلة خاشقجي تستحق أن يتم تسليمها رفاته فورا”.
من جهته، قال السناتور الجمهوري بوب كوركر إن رواية السعودية حول اختفاء جمال خاشقجي تتبدل مع مرور كل يوم، وبالتالي لا ينبغي أن نفترض أن روايتهم الأخيرة ذات مصداقية.
وأضاف كوركر أن بإمكان السعودية استكمال تحقيقاتها، لكن ينبغي على الإدارة أن تحدد المسؤوليات بشكل مستقل عن مقتل خاشقجي وفق قانون ماغنيتسكي.
من جهته قال السيناتور الديمقراطي كريس مورفي إن السعودية على مدى الأسبوعين الماضيين كذبت علينا بالقول إن خاشقجي حي، رغم علمها طوال الوقت أنه ميت.
وأضاف مورفي أن التفسير السعودي الجديد لمقتل خاشقجي مناف للعقل، وأن الكونغرس بقيادة الجمهوريين لن يفعل شيئا للرد على قتل السعودية جمال خاشقجي ومساعيها للتستر على ذلك.
أما السيناتور الديمقراطي باتريك ليهي فقال إن الرواية السعودية تفوح منها رائحة التستر، بحسب تعبيره.
وأضاف أن الشعب الأميركي يحتاج ويستحق أن يعرف ما الذي يعلمه البيت الأبيض والاستخبارات حول مقتل خاشقجي.
كما شدد على أنه لا ينبغي للولايات المتحدة أن تكون متواطئة في التستر على مقتل خاشقجي.
وفي وقت سابق، قال ترامب للصحفيين “نحن نقوم بالتحقيقات الآن، لدينا كثير من الأشخاص يعملون على ذلك، كما أن هناك دولا أخرى تعمل على هذا”.
وأكد ترامب أنه سيشرك الكونغرس في تحديد كيفية التعامل مع قضية خاشقجي، مضيفا “سأصغي جيدا لما سيقوله الكونغرس. لديهم موقف قوي بهذا الشأن أيضا”.
وأوضح الرئيس الأميركي أن الولايات المتحدة قد تدرس فرض عقوبات على السعودية إذا ثبت ضلوعها في مقتل الصحفي بقنصليتها، وكشف أنه سيعرف “الكثير” حول القضية بحلول يوم الاثنين المقبل.
|
|
وفي لقاء مع صحيفة “نيويورك تايمز“، قال ترامب إنه يثق في التقارير الاستخبارية المتعددة المصادر التي تشير بقوة إلى ضلوع سعودي على مستوى عال في اغتيال خاشقجي، مضيفا أن الادعاءات بأن محمد بن سلمان هو من أمر بقتله تثير تساؤلات عميقة عن مصير التحالف السعودي الأميركي.
ويقترب موقف إدارة ترامب من مواقف مشرعين جمهوريين وديمقراطيين تجاه السعودية بشأن ملف خاشقجي، مع تلويح ترامب بالعقوبات على السعودية واتخاذه قرارا بعدم مشاركة وزير الخزانة في مؤتمر الاستثمار بالرياض، وذلك بعد اتساع الفجوة بين الطرفين وتعرض ترامب لضغوط من الكونغرس والإعلام لاتخاذ موقف من الرياض.
ومن جهته، قال بومبيو -في تصريح إذاعي- إن لدى بلاده طيفا واسعا من الإجراءات ضد السعودية إن ثبت أنها ضالعة في مقتل خاشقجي، مضيفا “لكنني أعتقد أن المهم أن يتم كشف الوقائع”.
المصدر : الجزيرة + وكالات