صفقة القرن على طاولة ملتقى عن القدس بإسطنبول
|خليل مبروك-إسطنبول
احتلت مستجدات الشأن الفلسطيني مكانة متقدمة على أجندة الملتقى العاشر لرواد بيت المقدس وفلسطين، الذي انطلقت فعالياته الجمعة وتستمر حتى مساء السبت في مدينة إسطنبول التركية.
وتناول المشاركون في الملتقى الذي نظمه “الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين” تحت عنوان “أمة رائدة للقدس عائدة”، قضايا جذرية تتعلق بمدينة القدس وإجراءات تهويدها وحصار قطاع غزة وحالة المقاومة وواقع الضفة الغربية وتطورات المصالحة الفلسطينية.
وركز الملتقى الذي حضره أكثر من ثمانمئة شخصية و خمسين وفدا من أكثر من 76 دولة، على ملفات “التهدئة المؤقتة” في قطاع غزة و”آليات مواجهة صفقة القرن” و”مواجهة التطبيع مع الاحتلال” والدعوة لإعداد خطة عربية وإسلامية متكاملة لتحرير القدس.
إسماعيل هنية أثناء إلقائه كلمة متلفزة أمام المؤتمر (موقع شبكة القدس) |
وخصص الملتقى جلسته المركزية التي قدمها القيادي في حركة حماس محمد نزال، للحديث عن أربع محاور من مستجدات القضية الفلسطينية، هي ملف صفقة القرن والمصالحة الفلسطينية والتهدئة والحل الإنساني لقطاع غزة وإبداعات صمود الشعب الفلسطيني.
كما تطرقت كلمات المتحدثين في الملتقى وورشات العمل والندوات الفرعية إلى الإستراتيجيات الحاكمة لأداء الشعب الفلسطيني إزاء كافة تلك القضايا.
صفقة القرن
واعتبر رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية -في كلمة متلفزة- أن الملتقى يمثل رسالة قوية في مواجهة “صفقة القرن” التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية ورموزها وثوابتها، وتأكيدا من الأمة الإسلامية على أنها ستوفر كل طاقاتها وإمكاناتها لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني في كافة أماكن وجوده، وفقا لتعبيره.
وشدد هنية على أن حركته لا تقبل صفقة القرن وتعمل على مواجهتها، وتعتبر كل من يقبل بها خارجا عن الحركة الوطنية الفلسطينية.
وأشار إلى أن الصفقة التي تستهدف القضية الفلسطينية بارتداداتها في البعد الإقليمي، تتطلب وقفة من رواد العمل لأجل القدس، من أجل توفير وتعزيز مقومات الصمود في مواجهة الاحتلال.
التهدئة المؤقتة
ولفت هنية إلى أن حركته تسعى إلى تفاهمات مع أطراف عديدة، من بينها مصر وقطر والأمم المتحدة، من أجل كسر الحصار عن قطاع غزة، مؤكدا أن هذه المساعي يمكن أن تصل إلى تهدئة مقابل كسر الحصار.
لكنه أكد في المقابل أن أي تهدئة توقعها حماس لن يكون لها أي أثمان سياسية، ولن تكون جزءا “مما يشاع عنه بأنه جزء من مشروع صفقة القرن”، ولن تكون على حساب التكامل والتوحد بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأشار إلى أن حركة حماس تنطلق في هذا المسعى من كونها مسؤولة عن توفير الحياة الكريمة للشعب الفلسطيني، وكسر الحصار الذي خلف آثارا عميقة في حياة أهالي قطاع غزة.
خطة تحرير
بدوره، دعا رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس خالد مشعل إلى وضع خطة عربية وإسلامية تجمع عقول أبناء الأمة لتحرير فلسطين، وتتكامل مع الخطة التكتيكية والإستراتيجية التي تتبناها حركته في هذا المشروع.
ودعا مشعل النخبة العربية إلى صياغة معادلة متوازنة تضمن التكاملية بين هموم الأمة المحلية “القُطرية” وهمها العام المتمثل بتحرير القدس وفلسطين.
ولفت إلى التكامل الواقعي في أداء مكونات الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال والقيام بأعباء مشروع التحرير، مشيرا إلى مسيرات العودة المستمرة في قطاع غزة وتصاعد العمل المقاوم في الضفة الغربية.
ودعا مشعل إلى انتفاضة لتطوير أداء الأمة على مستوى الشباب والنخب، وعبر مشاريع حركية ومؤسساتية كبرى تحدث النقلة النوعية في العمل من أجل فلسطين.
قضايا وملفات
ويستعرض ملتقى الرواد تجارب ونماذج متميزة من العمل الدولي في عدد من الأقطار من أجل القضية الفلسطينية، من بينها تجارب من السنغال وإندونيسيا والجزائر، كما تناول بالتمحيص تجارب حركة المقاطعة “بي دي أس” وتجربة “أسطول الحرية” لكسر حصار قطاع غزة.
كما يعرض الملتقى أفكارا حول مبادرات مناهضة “الصهيونية” وفرص تجريم الاحتلال دوليا بعد إقراره قانون “قومية الدولة”، وتجربة الجامعة الإسلامية في قطاع غزة.
ويتخلل الملتقى ورشات عمل حول الدور المطلوب لتعزيز صمود أهالي القدس، ودعم الأسرى في السجون الإسرائيلية، وكيفية الحفاظ على حق عودة اللاجئين، ومساندة صمود الضفة الغربية.
المصدر : الجزيرة