توتر في عدن.. هل بدأت خطة الإمارات لفصل جنوب اليمن؟
|عبده عايش-الجزيرة نت
في تطور مفاجئ، ألغى المجلس الانتقالي الجنوبي المنادي بانفصال جنوب اليمن، دعوته للاحتفال بذكرى ثورة 14 أكتوبر/تشرين الأول لتحرير جنوب اليمن من الاستعمار البريطاني عام 1963، الذي كان مقررا يوم الأحد المقبل، في ظل توتر تشهده العاصمة المؤقتة عدن.
وأرجع المجلس قراره في بيان له اليوم الجمعة إلى الأوضاع المعيشية والإنسانية الصعبة التي يعانيها الشعب، داعيا جماهيره إلى تلقي التوجيهات من قيادة المجلس المحلية.
وتشهد عدن توترا بين المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا وبين الحكومة اليمنية الشرعية، في ظل حديث عن مساعي المجلس للانقلاب على حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي بعد تهديده بالسيطرة على المواقع الحكومية الحيوية بالقوة، وتلويحه بإعلان انفصال الجنوب.
وكان المجلس قد دعا أنصاره الأسبوع الماضي إلى ما وصفها بانتفاضة شعبية، والإطاحة بالحكومة الشرعية التي يرأسها الدكتور أحمد عبيد بن دغر، والسيطرة على مؤسساتها بالقوة.
تحركات عسكرية
ويخشى الكثيرون تفجر الوضع عسكريا، خاصة مع وصول رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي إلى مدينة عدن قادما من أبو ظبي، وفي ظل تحركات عسكرية لقوات المجلس في محيط مطار عدن الدولي، كما تحدث شهود عيان عن وصول دبابات إماراتية إلى عدن.
علي الذهب: قوات هادي في وضع أفضل لكنها غير قادرة على الحسم (الجزيرة نت) |
كما شهدت المدينة تخريج كتائب عسكرية جديدة تتبع المجلس الجنوبي، وانتشار قوات أخرى في مواقع حيوية.
في المقابل أجرت القوات التابعة للحكومة الشرعية في محور بيحان بمحافظة شبوة عرضا عسكريا للواء 26 المدرع، حضره قائد المحور اللواء مفرح بحيبح، وأعلنت القوات جاهزيتها القتالية.
ويبدي الانفصاليون خشيتهم من تحرك ألوية قوات الحكومة الشرعية من محافظة مأرب باتجاه عدن إذا اندلعت المواجهات، في حين أكدت قيادة المنطقة العسكرية الرابعة في عدن التزامها بالولاء للحكومة الشرعية بقيادة الرئيس هادي، وأنها ستتصدى لأي أعمال عنف أو فوضى.
ويرى الباحث المختص في النزاعات المسلحة علي الذهب أن قوات الرئيس هادي في وضع أحسن بالنظر إلى نفوذ وسيطرة كل طرف في عدن، وذلك قياسا على وضع سلطة الرئيس قبل انقلاب الحوثيين يوم 21 سبتمبر/أيلول 2014، لكنه يعتقد أن قوات هادي غير قادرة على الحسم أو تغيير الوضع الراهن.
ومن وجهة نظر الذهب فإن قوات المجلس الانتقالي لن تقاتل وحدها، فربما يتدخل الإماراتيون لدعمها تحت أي مبرر، مشبها هذا التصعيد ضد هادي والسعي للانقلاب على شرعيته بما قام به الحوثيون في صنعاء بهدف الإطاحة بالحكومة الشرعية.
ويعتقد الخبير اليمني أن قوات العميد طارق عفاش نجل شقيق الرئيس الراحل علي عبد الله صالح -المعروفة باسم “حراس الجمهورية”- التي أنشئت أيضا بدعم إمارتي، قد تلعب دورا أساسيا في المعركة المتوقعة لإحداث تحولات جذرية في بنية السلطة الشرعية، ويتقاسم مكاسب ذلك كلُّ حلفاء أبو ظبي.
تدخل سعودي
ويترافق مع التصعيد الأمني حديث عن تدخل سعودي محتمل قد يوقف أي تحرك عسكري في عدن، وهو تدخل -وفقا للمحلل السياسي عبد الرقيب الهدياني- يهدف إلى إيقاف أي تصعيد أو تحرك عسكري من قبل القوات الموالية للإمارات، ولقطع الطريق أمام القوات التابعة للمجلس الانتقالي من السيطرة الكاملة على عدن.
وبحسب الهدياني فإن سيطرة المجلس الانتقالي ستؤدي إلى نتائج خطيرة، وقد تدفع الرئيس هادي لتقديم استقالته، مما يجعل التحالف السعودي الإماراتي في ورطة كبيرة.
غير أن السيناريو الأخطر -كما يرى المحلل الهدياني- هو التصعيد الميداني وصولا إلى المواجهة المسلحة بالتزامن مع ذكرى ثورة 14 أكتوبر.
الخارطة العسكرية
وتنقسم خارطة القوى العسكرية في عدن إلى قوات حكومية تدين بالولاء للرئيس هادي، وتتمثل في قوات الحماية الرئاسية وهي أربعة ألوية، إلى جانب ألوية الجيش في المنطقة العسكرية الرابعة.
وأبرز قوات الرئاسة اليمنية في عدن هي اللواء الرابع الذي يقوده مهران القباطي الذي خاض مواجهات دامية نهاية يناير/كانون الثاني الماضي ضد قوات المجلس الانتقالي، قبل تدخل السعودية لوقف المعارك بين الطرفين.
في المقابل، تتمثل قوات المجلس الجنوبي في قوات الحزام الأمني وعددها نحو عشرة آلاف جندي, ويقودها القيادي السلفي هاني بن بريك الذي أقاله الرئيس هادي من الحكومة وأمر بإحالته إلى التحقيق.
وهناك لواء عسكري يقع مقره في جبل حديد، يبلغ تعداده نحو 1500جندي، وهو يقع تحت قيادة اللواء عيدروس الزبيدي الذي أقيل من منصبه كمحافظ لعدن.
المصدر : الجزيرة