ترامب يهاتف سلمان وضغوط بالكونغرس للحزم مع الرياض

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه سيتحدث قريبا مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز لبحث مسألة اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، فيما تتصاعد الضغوط داخل الكونغرس لاتخاذ موقف حازم تجاه الرياض في حال ثبت ضلوعها في إخفاء الصحفي، الذي تؤكد مصادر تركية وغربية مقتله عقب دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول في الثاني من الشهر الجاري.

وأضاف ترامب لدى وصوله الجمعة إلى ولاية أوهايو لحضور تجمع انتخابي، أن واقعة اختفاء خاشقجي أمر فظيع وأنه سيرى ما سيحدث بشأن التحقيقات السعودية.

وتابع أنه ينظر بجدية إلى واقعة اختفاء خاشقجي وينتظر نتائج التحقيقات، مضيفا أنه سيتخذ قريبا قرارا بشأن مشاركة وزير الخزانة الأميركي ستيفن مينوتشن في مؤتمر الاستثمار بالرياض المقرر عقده بين 23 و25 من الشهر المقبل برئاسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وكان من المقرر أن تشارك عدة وسائل إعلام أميركية في المؤتمر بوصفها شريكة فيه أو راعية له، لكن أغلبها أعلن انسحابه منه بسبب ما حصل لخاشقجي، وهو القرار نفسه الذي اتخذته عدة شخصيات عالمية بارزة.

وقال ترامب الخميس إن الصحفي السعودي دخل القنصلية ولم يخرج منها، مؤكدا أن التعرف على مصيره بات قريبا، كما وصف اختفاء خاشقجي بأنه سابقة سيئة للغاية ولا يمكن السماح بها، بيد أنه دافع في الوقت نفسه عن ضرورة استمرار العلاقة مع السعودية.

وكانت الصحافة الأميركية كشفت عن اتصال جرى بين بن سلمان وجاريد كوشنر مستشار الرئيس الأميركي، وذلك في إطار محاولة من الجانب السعودي للتنصل من المسؤولية في قضية اختفاء خاشقجي.

ساندرز قال إن الوقت حان لإعادة تقييم علاقة واشنطن بالرياض (الفرنسية)

ضغط بالكونغرس
في الأثناء، انتقد 23 من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي الرد الأولي لوزارة الخارجية الأميركية على اختفاء خاشقجي، وعبر هؤلاء عن خيبة أملهم من نية إدارة ترامب الاعتماد على حكومة تسحق المعارضين -في إشارة إلى الحكومة السعودية- في إجراء تحقيق شفاف وشامل لهذه القضية، مشككين في أن الرياض ستقوم بذلك.

وأضاف النواب الأميركيون  أن هذه القضية تستدعي ما وصفوه بيانا قويا من الولايات المتحدة بأنها لن تتسامح مع هذا النوع من السلوك.

وفي الإطار نفسه، قال السيناتور بيرني ساندرز إن الوصول إلى الحقيقة في قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي ومحاسبة المسؤولين عنها أهم من أرباح العقود الدفاعية، وأضاف في تدوينة بموقع فيسبوك أن الوقت حان لإعادة تقييم علاقة الولايات المتحدة مع السعودية، والتساؤل عما إذا كانت تعزز المصالح والقيم الأميركية.

من جهتها، قالت عضو مجلس الشيوخ الديمقراطية دايان فانشتيان إنه إذا ثبت مقتل خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، فإن ذلك سيشكل انتهاكا لاتفاقية فيينا وتصعيدا غير مقبول في حرب ولي العهد السعودي ضد معارضيه.

وأضافت أنه إذا تبين أن السلطات السعودية متواطئة في قضية خاشقجي، فيجب على الولايات المتحدة وقف جميع مبيعات الأسلحة للرياض على الفور، وإنهاء دعمها التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، مشيرة بدورها إلى أن “الوقت حان لإعادة تقييم تلك العلاقة”.

وكان أعضاء جمهوريون في بمجلس الشيوخ حذروا من أن العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية لن تظل على ما هي عليه في حال ثبت قتل خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، بل إن أحد الأعضاء لم يستبعد فرض عقوبات على الرياض.

من جهته، أجرى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الجمعة اتصالا هاتفيا مع خديجة جنكيز خطيبة الصحفي المفقود جمال خاشقي. وكانت خديجة (36 عاما) أول من أبلغ عن اختفاء خطيبها داخل القنصلية السعودية في إسطنبول في الثاني من الشهر الجاري، إذ كانت قد رافقته إليها وظلت تنتظره خارجها أكثر من أربع ساعات.

المصدر : الجزيرة

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *