كيف نقلل آثار تغير المناخ ونمنع السقوط في براثن الفقر المدقع؟
|هناك الكثير من الخوف وعدم اليقين بشأن مستقبل كوكب الأرض. فمستويات البحار آخذة في الارتفاع، وقد نواجه قريبا سيناريو “الأرض القاحلة”، ومن المتوقع أن تزداد حدة الفيضانات الشديدة الناجمة عن الأمطار الغزيرة. وإذا استمر الغلاف الجوي في التسخين فقد تتعرض بعض المدن للتهديد من الجبال الجليدية المتقلبة.
ومع ذلك لا يعتقد تشاد فريشمان نائب رئيس مبادرة “Project Drawdown” -وهي مجموعة من العلماء والباحثين والكتاب الذين حسبوا كيفية تبريد الكوكب خلال الثلاثين سنة القادمة من خلال تقليل كمية غازات الدفيئة في الغلاف الجوي- بأن الأمور بهذه القتامة التي تبدو عليها.
وتتمثل الخطة ذات الشقين في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من الوقود الأحفوري، وأيضا سحب المزيد من ثاني أكسيد الكربون إلى الأرض، إلى حد كبير عن طريق التمثيل الضوئي.
ويقول فريشمان إن حل هذه القضايا ومعالجة مشكلة تغير المناخ جزء من اللغز نفسه، وهو مقتنع بأن خطة التخفيض يمكن أن تحسّن حياة الناس حول العالم من خلال إطعام الجياع وتعليم العقول الشابة بينما يتم خفض درجة حرارة الأرض قليلا للأجيال القادمة.
وأدرج فريشمان أفضل 20 طريقة، من مجموع 100، يستطيع بها الجميع -المستهلكون وصانعو السيارات ومزارعو الأغذية ومزودو الطاقة- الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. وبعض الحلول التي اقترحها مستخدمة بالفعل، وهذه تشمل عالمية التعليم، وتنظيم الأسرة، والتبريد المستدام، وتحسين أساليب الزراعة، والمزيد من طاقة الرياح.
وجمع فريشمان الحلول في عدد قليل من المجالات الرئيسية مثل مصادر الطاقة والغذاء والتعليم للنساء والفتيات. وعلى سبيل المثال، وفقا لحسابات مبادرة “Project Drawdown”, من خلال اعتماد نظام غذائي غني بالنباتات والإقلال من اللحوم يمكن خفض أكثر من 66 غيغاطنا من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على مدى الثلاثين سنة القادمة. وتشمل الحلول الأخرى تغيير الطريقة التي نبرد بها مكاتبنا ومنازلنا، واستخدام كميات أقل من السماد في المحاصيل، وتحسين صحة التربة وإعادة زراعة الغابات، واستعادة مستنقعات الخث (النباتات المتفحمة) الممتصة للكربون.
ووفقا لفريشمان فإن تكلفة تنفيذ كل حلول هذه المبادرة تقدر بتريليون دولار في السنة على مدى الثلاثين عاما القادمة. واعتبر الطريقة رقم واحد لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون هي تغيير الطريقة التي نحفظ بها برودة الطعام والمباني.
وأوضح أن ثمانية من البنود العشرين التي أدرجها لها علاقة بالطريقة التي يتم بها إعداد نظامنا الغذائي، من الطريقة التي نحرث بها الأرض ونخصبها إلى ما نستهلكه، وهذا شيء يمكن لأي شخص القيام به في الوقت الحالي.
المصدر : إندبندنت