آخر كلمات خاشقجي لـ “بي بي سي”: أخشى العودة إلى وطني!
|وأوضح خاشقجي قبل ثلاثة من أيام من اختفائه في مقابلة مع برنامج “نيوز أوار”، تعليقا على حملة معتقلي الرأي في السعودية بالقول “إن من تم اعتقالهم لم يكونوا حتى معارضين!”.
وقبيل البدء بتسجيل المقابلة، والتي كانت حول عملية السلام في الشرق الأوسط، سأله المحاور، ما إذا كان يظن أنه بإمكانه العودة إلى المملكة العربية السعودية.
وأجاب خاشقجي: أعيش في الوقت الراهن متنقلا بين واشنطن وإسطنبول ولا أظن أنه سيكون بمقدوري العودة إلى السعودية.
– لماذا؟
جمال: عندما أسمع باعتقال صديق من أصدقائي لم يرتكب ما يستوجب القبض عليه فإن هذا يجعلني أميل إلى عدم العودة. أنا أتكلم! صديقي الذي اعتقلوه لم يكن حتى يتكلم! ربما أبدى (صديقي) مجرد انتقاد لشيء ما خلال تجمع على العشاء! هذا ما صرنا إليه في السعودية. لم نكن هكذا قط.
– هل تعني أن الناس صاروا يمشون بالوشاية بين بعضهم البعض؟ قد تذهب تلبية لدعوة عشاء وتقول شيئا ما فيساء فهمه؟
جمال: نعم .. الناس يتساءلون: لماذا ألقي القبض على فلان وفلان! مؤخرا اعتقلت السلطات أحد كتاب المقالات وهو خبير اقتصادي سعودي مقرب من الأسرة الحاكمة. هذا أرعب الكثيرين لأننا نتحدث هنا عن شخص قريب من الحكومة! أنا لا أحب استخدام مصطلح “معارض” .. هؤلاء الذين اعتقلتهم السلطات ليسوا حتى معارضين. هم فقط يتمتعون باستقلالية في الرأي. حتى الآن لا أقول عن نفسي إنني معارض. لا أنفك أقول إنني مجرد كاتب يصبو إلي مناخ حر للكتابة والتعبير عن الرأي. وهذا ما أفعله في صحيفة واشنطن بوست. منحوني منبرا للكتابة بحرية وكنت أتمنى لو حظيت بهذا المنبر في وطني!
– لو كان في السعودية هذا النمط من حرية التعبير هل كانت لتصبح بلدا أفضل؟
جمال: بلا شك .. نحن مقبلون على تحول جذري سيشمل كل السعوديين وسيؤثر فيهم جميعا. وكما قال أحد ملوك انجلترا: ما يؤثر في الشعب لابد أن يناقشه الشعب! لكن هذا التغيير الجذري الذي يحدث لم يخضع لأي نقاش. الأمير (يقصد بن سلمان على ما يبدو) يفاجئنا كل بضعة أسابيع أو كل بضعة أشهر بمشروع ضخم يتكلف مليارات الدولارات دون نقاش لا في برلمان ولا في صحف. وليس مسموحا للمواطنين سوى بالتصفيق والهتاف طلبا لمزيد من تلك المشروعات. لا يمكن للأمور أن تسير على هذا النسق!
;