جامعة قطر تنظِّم برنامج “الزميل المعاوِن”
|وركّز البرنامج على تزويد الطلبة المشاركين بمعلومات شاملة وتطبيقات عملية ومهارات أساسية تتمثل في: إدارة الضغوط، الدافعية والتحفيز الذاتي، توجيه الطلاب إلى المراكز لتلقي الدعم اللازم، التواصل الفعال، التخطيط المهني ووضع الأهداف، كيفية مساعدة الأخرين وتفهم احتياجاتهم واحترامها، تعزيز الثقة بالنفس والقدرة على تحمل المسؤولية، وتقديم الدعم المناسب للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم في الحياة الجامعية.
وقد استمرت هذه الدورة التدريبية لهذا الفصل الدراسي على مدى يومين تحت إشراف وتقديم مختصين من المراكز الخمسة المعنية بهذا البرنامج. وكان عدد المشاركين في هذه الدورة 42 طالبا وطالبة. وقد عبر الطلاب والطالبات المشاركين عن رضاهم وذلك لما اشتملت عليه الدورة من تطبيقات عملية وأنشطة تفاعلية أثرت النقاش كما أثرت معارفهم وساعدت على تمكينهم من فهم كيفية التعامل مع التحديات التي قد تواجههم أثناء أداء مهامهم.
وحول ذلك، قالت الدكتورة هيا العطية، مساعد نائب رئيس الجامعة للنجاح الطلابي والتطوير: “يسهم برنامج (الزميل المعاون) في إعداد شريحة واسعة من الطلاب المتميزين ليكونوا أكفاء وقادرين على المساهمة بفعالية في بناء مستقبلهم، وذلك من خلال تدريب عدد من طلبة الجامعة للعمل على مساعدة أقرانهم من طلبة السنة الأولى، وتقديم الإرشاد اللازم لهم سواء كان أكاديميًا أو مهنيًا أو نفسيًا، وتوجيههم إلى المراكز الخدمية في الجامعة والتي تقدم لهم المساعدة اللازمة. ويعمل البرنامج على إكساب المتدربين العديد من المهارات لتمكينهم من اكتشاف ذاتهم، وزيادة الدافعية لديهم، مثل المهارات المعرفية التي يحتاجونها لسوق العمل، وإدارة الضغوط ونشر الوعي بالصحة النفسية، وتطوير مهارات التواصل، والقدرات التنظيمية وإدارة الوقت، وتعزيز الثقة بالنفس.
وفي استطلاع لرأي الطلاب المشاركين حول مدى أهمية البرنامج التدريبي والفائدة المحققة بالنسبة لهم، فقد صرحت الطالبة أمجاد عبد الهادي بقولها: “تعلمت أسس إدارة الوقت وإدارة الضغوط التي قد تواجهنا في العمل أو المنزل أو الدراسة”.
وأضافت الطالبة أسماء العنزي: “تعلمت كيف أكون إيجابية ومؤثرة وكذلك تعلمت مهارات التواصل ومعرفة جميع الخدمات التي تقدمها المراكز للطلبة”.
من جانبه ذكر الطالب عبدالرحمن الجعشاني: “تعلمت كيف أساعد الطالب بتحويله إلى الجهة المختصة التي تقدم له الدعم وتساعده على تخطي الصعوبات التي تواجهه، وكذلك تعرفت على صفات القائد الناجح وأن القيادة تكتسب وأنه لا يوجد مستحيل”.
أما الطالب عبدالرحيم أنيستي فقال: “أصبحت جزء من الطلبة العاملين في جامعة قطر مما يمنحني الفرصة لقضاء وقت مفيد وممتع داخل الجامعة”.
الجدير بالذكر أنَّ الدراسات العلميَّة أثبتت أن تأثير وتقبل مساندة الزملاء لبعضهم البعض أعمق من تقبلهم للأخصائي؛ وقد أقتبس برنامج الزميل المعاون لثبوت نجاحه في عدة منظمات تابعة للأمم المتحدة.
ونشأت فكرة تأسيس برنامج الزميل المعاون لزيادة الدافعية الداخلية لطلبة جامعة قطر وتمكينهم عن طريق اكتشاف ذاتهم وقيمهم، واحتياجاتهم الشخصية والأكاديمية، ونقاط القوة لديهم.
وفي نوفمبر 2014، قدمت الأخصائية النفسية تيسير الجيلي بالتعاون مع د. نادر خير ورشة علمية بعنوان: “برنامج الزميل المعاون لإدارة سجل موحد لدعم الطلاب بشكل متكامل في جامعة قطر”، وذلك خلال مؤتمر نكاد NACADA وفي فبراير 2015، قدم مركز دعم تعلم الطلاب ومركز الاستشارات الطلابية ومركز الخدمات المهنية متمثلا في الأستاذة سمية التجاني، والأستاذة تيسير الجيلي، والأستاذة ندى العمادي؛ حلقة نقاشية علمية بعنوان: “تمكين طلاب السنة الأولى من خلال انخراطهم في برنامج الزميل المعاون للصحة النفسية والتطوير المهني والأكاديمي” وذلك في مؤتمر (MENASA NASPA) ، وقد كانت ومازالت أولويات جامعة قطر تحفيز طلاب السنة الأولى وزيادة الدافعية والرضا لديهم، ومن هنا تطورت فكرة برنامج الزميل المعاون. وعليه وبناء على توصيات الحلقة النقاشية فقد تم تدشين البرنامج، وكانت البداية في عام 2015 تقتصر على تدريب بعض الطلاب من مركزين فقط هما، مركز الخدمات المهنية ومركز دعم تعلم الطلاب، وفي عام 2016 انضم للبرنامج التدريبي مركز الاستشارات النفسية، في عام 2017 شمل البرنامج التدريبي للمرة الأولى الثلاثة مراكز السالف ذكرها والآن في 2018، تم تدشين البرنامج بوضعه الحالي ليشمل مركزين جديدين، وهما: مركز الدمج لذوي الاحتياجات الخاصة ومركز الإرشاد الأكاديمي ليصبح مجموع المراكز خمسة.
إنَّ رؤية البرنامج تدعم استراتيجيات جامعة قطر 2018-2022 وذلك بتركيزها على تعزيز نظام متكامل لدعم نجاح وتطوير الطلبة وتمكينهم في الحياة الجامعية والحياتية، مبني على أسس علمية تتميز بأعلى معايير الجودة.
;