الأردن.. جمعيات تساعد الطلبة لاستكمال الدراسة
|أيمن فضيلات-عمان
“درستُ الطب حتى أنقذ الأمهات من الموت، كي لا يعاني أحد ما عانيته من مرارة فقدان الأم”، هدف سامٍ دفع الطالبة صفاء سنة ثالثة لدراسة الطب رغم الظروف المالية الصعبة لوالدها.
ومما زاد من صعوبة دراستها وفق حديثها للجزيرة نت أنها “غزية” لا تتمتع بالرقم الوطني الأردني، الذي يمنحها حق الدراسة في الجامعات الحكومية الأردنية على حساب المنح والقروض التي تقدمها وزارة التعليم العالي للطلبة المحتاجين.
غير أن توفّر الكثير من الجمعيات الخيرية والمؤسسات التعليمية المقدمة للقروض والمنح التعليمية، أنقذ هؤلاء الطلبة من الحرمان من التعليم نتيجة الظروف المالية الصعبة.
صفاء ورغم وفاة والدتها خلال دراستها الثانوية، تفوقت وحصلت على معدل عال أهّلها لدراسة الطب في إحدى الجامعات الأردنية شمال المملكة.
ولجأت صفاء للجمعيات الخيرية لتأمين المتطلبات المالية للفصول والتكلفة الدراسية، ولم تقف عند ذلك، فقد فرّغت من وقتها أربع ساعات يوميا تقدم خلالها دروسا خصوصية للمواد العلمية لطلبة الثانوية العامة، وذلك لتأمين مواصلات الجامعة.
عمل ودراسة
صفاء واحدة من الحالات الكثيرة لطلبة الجامعات الحكومية والخاصة، الذين تؤمّن الجمعيات الخيرية والمؤسسات التعليمية لبعضهم تكاليف الفصول الدراسية للطلبة المحتاجين، في حين يعمل الطلاب لساعات معينة يوميا في الأسواق التجارية أو محطات الوقود أو سيارات النقل العمومي أو غيرها لتأمين مصاريف الدراسة الجامعية.
الطالب يوسف الحويطات سنة ثانية حقوق، يعمل في حافلة نقل عمومي، ينقل الطلبة إلى مدارسهم صباحا، ثم يذهب لجامعته في مدينة جرش لاستكمال دراسته، فـ”الحياة صعبة والدراسة مكلفة جدا، والجامعات لا ترحم”، يقول الحويطات للجزيرة نت.
ومن الجمعيات الخيرية التي تقدم المساعدات للطلبة “صندوق حياة للتعليم”، وهو متخصص في دعم الطلبة غير المقتدرين ماديا لمرحلة ما بعد الثانوية العامة، لإعطائهم فرصة الحصول على التعليم والتدريب المهني في الجامعات والمعاهد الأردنية، وذلك عن طريق تقديم المنح والقروض الحسنة لتمكينهم من بناء مستقبل أفضل لأنفسهم ولمجتمعهم.
وبحسب القائمين على الصندوق، فقد انتفع منه 1253 طالبا منذ تأسيسه في 2009 لغاية العام الحالي وبكلفة إجمالية بلغت نحو 2.4 مليون دولار توزعت بين خريجي الجامعات والتدريب المهني والمساعدات الطارئة والمتفرقة، كما ينتظر 250 طالبا الدعم خلال بداية الفصل الدراسي الحالي.
وفي هذا السياق، قال المدير العام لـ”جمعية العروة الوثقى” الحارث فخري للجزيرة نت إن الجمعية لديها مجموعة من البرامج لخدمة الطلاب المحتاجين، منها المنح الدراسية الكاملة والجزئية لفصول عدة، والقرض الحسن للتعليم، بحيث يمنح الطالب قرضا ماليا بقيمة 4300 دولار خلال الدراسة يسدّده بشكل ميسر بعد التخرج.
رد الجميل
وأوضح أن الأولوية تعود لشدة الحاجة والفقر لكل طالب، مشيرا إلى أن الجمعية تشترط قبول الطلاب الدارسين للطب والهندسة والمحاسبة في الجامعات الحكومية لهذه البرامج. واشتكى فخري من ضعف الموارد المالية للجمعية وتراجع نفقات المحسنين، مما انعكس سلبا على مشاريع الجمعية.
ويحرص الطلبة الحاصلون على منح من الجمعيات الخيرية على تقديم الخدمات التطوعية للمجتمع الأردني، فالموظف مصطفى السليمان أنهى دراسته الجامعية بتخصص الأشعة على حساب جمعية خيرية وفرت له رسوم الأقساط الدراسية، وحصل على عمل في إحدى الدول الخليجية.
وفي محاولة منه لرد الجميل، اقتطع السليمان من راتبه الشهري مبلغا محددا لمساعدة الطلبة في الجامعات، ويقول للجزيرة نت إن هذا “جزء بسيط من المعروف الذي صنعته لي الجمعية، فقد أنقذتني من شبح الفقر والاستدانة والحاجة إلى أن تخرجت وتوفقت بعملي”.
وتوفر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الأردن للطلبة في الجامعات الحكومية البعثات والمنح والقروض، وقد استفاد منها خلال العام الدراسي الحالي 42647 طالبا وطالبة.
وقدم صندوق دعم الطالب في الجامعات الأردنية الرسمية منذ نشأته في العام الدراسي 2004-2005 وحتى العام الدراسي 2016-2017 نحو 320 مليون دولار، توزعت بين القروض (195 مليونا) والمنح (125 مليونا).
المصدر : الجزيرة