بن سلمان “المتهور” معضلة تواجه واشنطن
|وقالت الصحيفة في مقال لـ “روب سوباني” ترجمته “العرب” إنه من المهم معرفة إذا كان بن سلمان أو “مبس” كما يطلق عليه، هو الذي سيحكم السعودية هذا البلد المهم استراتيجياً ليس فقط للأمن القومي الأمريكي بل للعالم بأثره، باعتبار المملكة هي أكبر مصدر للنفط في العالم.
وأضاف الكاتب أنه على الرغم من أن نظام بن سلمان له توجهات إصلاحية، إلا أن بعض أفعاله تظهر جانباً متهوراً يحتاج إلى تحجيمه مثل التدخل الكارثي في اليمن والذي أوضح أن الرغبة الحقيقية لولي العهد السعودي من ورائه إحباط سيطرة إيران على حدود بلاده الجنوبية بدعم الحوثيين، وهو ما يكشف عن نهجه المتهور لأن الحرب لم تردع إيران.
وأشار الكاتب إلى أن هذه الحرب بالوكالة استنزفت موارد السعودية الثمينة حيث تصل تكلفتها إلى مليار دولار شهريا وهو ما كان له الأثر أيضا في تحول اليمن إلى دولة فاشلة يعيش 8 ملايين شخص من مواطنيها على حافة المجاعة ويتأثر أكثر من مليون آخرين بـ “الكوليرا”.
وأوضح الكاتب أن بن سلمان ارتكب خطأ آخر أكبر في السياسة الخارجية عندما اتخذ قراره في عام 2017 بفرض حصار على دولة قطر، والتي تعد موطن أكبر قاعدة عسكرية خارجية للولايات المتحدة.
وأردف أنه “مهما كانت الأسباب، فإن هذا التحرك المؤسف من قبل (مبس) بحصار قطر ترك جرحا غائرا داخل مجلس التعاون الخليجي في وقت كان ينبغي أن يكون التركيز فيه على التهديد الرئيسي للمنطقة.. ديكتاتورية النظام الإيراني”.. حسب تعبيره
وأشار الكاتب إلى أن خطة بن سلمان الإصلاحية لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر كوسيلة لتنمية الاقتصاد السعودي باءت بالفشل أيضا بسبب تصرفاته المتهورة حيث أدت عمليات الاعتقال التعسفي لرجال الأعمال السعوديين والمسؤولين الحكوميين وحتى أعمامه وأبناء عمومته إلى إثارة مخاوف المستثمرين العالميين.
وقال الكاتب “وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، فقد انخفضت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى المملكة العربية السعودية من 8 مليارات دولار في عام 2013 إلى مليار دولار في عام 2017″.. مضيفا أن المستثمرين الأجانب ومديرو صناديق الاستثمار عندما يسمعون أن السعوديين الذين أفرج عنهم لا يمكنهم مغادرة البلاد، وأن عليهم أن يرتدوا أساور لتتبع تحركاتهم، أو تجميد حساباتهم المصرفية، فإنه ذلك يبث الاحباط والخوف في قلوبهم”.
ودعا الكاتب إدارة ترمب وأعضاء الكونجرس إلى التمسك بحق الاعتراض كلما أقدم بن سلمان على تصرف يتنافى مع سياسة واشنطن الخارجية وأعرافها التجارية وأخلاقياتها لأن ذلك له عواقب وخيمة على استقرار المملكة، فضلاً عن الأمن القومي الأمريكي.
وقال روب سوباني أن على واشنطن أن تطلب من بن سلمان القيام بما يلي:
أولاً: إنهاء الحرب بالوكالة مع إيران في اليمن، وبدلاً من ذلك، التركيز على القدرات المالية وقدرات القوة الناعمة لمساعدة الشعب الإيراني على تحرير نفسه من النظام الديني.. حسب تعبيره
ثانياً: رفع الحصار عن قطر.
ثالثًا: تقديم تقريرًا فوريًا عن الأشخاص الذين ما زالوا رهن الاحتجاز بعد اعتقالهم التعسفي في عام 2017 (لا يزال بعض أفراد العائلة المالكة تحت الإقامة الجبرية ومنهم ولي العهد السابق محمد بن نايف)
رابعا: السماح بالوصول إلى الحسابات المصرفية الخاصة بالأشخاص الذين تمت مصادرة أصولهم. وهو سيقطع شوطا طويلا في توفير الثقة للمستثمرين الأجانب الذين يراقبون الموقف عن بعد الآن.
;