تهديد السراج ووعيده.. هل يعيد السلم لطرابلس؟
|وفي رسالة طمأنة إلى سكان العاصمة وتحذيرية للفصائل المتناحرة، أكد أن ما تعرضت له طرابلس سيكون حدًّا فاصلا بين ما سبقه وما سيليه.
ورغم ذلك، فقد استؤنفت أمس الاشتباكات بين فصائل مسلحة بجنوبي العاصمة الليبية، مما أدى إلى انقطاع عام للتيار الكهربائي في غرب العاصمة وجنوبها، وفقا للشركة العامة للكهرباء.
وأثارت تصريحات السراج الأخيرة “التهديدية” خلال اجتماعه بعمداء بلديات المنطقة الغربية، تساؤلات عدة بشأن دلالات توقيتها وما تحمله في طياتها، ومدى قدرته على مواجهة الجماعات التي تلوح باستخدام القوة العسكرية ودخول العاصمة.
وأعلن المجلس الرئاسي تشكيل لجنة للترتيبات الأمنية في طرابلس الكبرى، تتولى وضع تدابير لتعزيز وقف إطلاق النار وتحقيق الاستقرار الأمني بها، ووضع خطط وتوصيات لتأمين العاصمة، إضافة إلى وضع خطة لإحلال قوات نظامية من الجيش والشرطة.
السراج يتوسط القائم بأعمال السفارة الأميركية لدى ليبيا وقائد قوات أفريكوم في لقاء جمعهم بالعاصمة تونس (مواقع التواصل الاجتماعي) |
تخبط وفشل
وتعليقا على الموضوع، قال عضو المجلس الأعلى للدولة عن طرابلس عبد الرحمن الشاطر إن تصريحات السراج جاءت لامتصاص غضب المواطنين، بعدما شهد الشارع الليبي احتقانا واسعا ضد المجلس الرئاسي نتيجة تراكم الفشل في أداء الحكومة الذي أضر بحياة الناس واستقرارهم.
وتابع الشاطر في حديثه للجزيرة نت أن فشل حكومة السراج في تلبية الحد الأدنى من احتياجات وحقوق المواطنين هو نتيجة لعدم امتلاكه برنامجا أو خطة عمل، إلى جانب اعتماده على مستشارين لا يملكون القدر الكافي من الخبرة في التعامل مع الأزمات، الأمر الذي قاد البلاد إلى وضع أقل ما يوصف به أنه “مُزرٍ”، حسب تعبيره.
من جهته، رأى المستشار السياسي السابق للمجلس الأعلى للدولة أشرف الشح أن رئيس المجلس الرئاسي أصبح يتخبط منذ هجوم اللواء السابع مشاة على طرابلس، خاصة بعد فشل قراراته في وقف إطلاق النار، ولذلك فهو يحاول الآن، من خلال لقاءاته مؤخرا بمسؤولين وقادة أميركيين، إرسال رسائل للمتقاتلين تحمل لغة تهديد بأن هنالك قوة دولية لن تسمح بتمدد القتال والسيطرة على العاصمة.
الاشتباكات تجددت الثلاثاء في طرابلس بين فصائل مسلحة (الجزيرة) |
تطورات الموقف
وأضاف الشح في حديثه للجزيرة نت أن ثمة عراقيل تحول دون أي تدخل غربي أو أميركي كما يتمنى السراج في حالة اندلاع القتال مرة أخرى، موضحا أن التفويض الممنوح للقيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) يختص فقط بمكافحة الإرهاب وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية، على حد قوله.
وكان السراج قد التقى الخميس الماضي في العاصمة تونس، عقب توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار في طرابلس، كلا من قائد قوات الأفريكوم الجنرال توماس والدهاوزر، والقائم بأعمال السفارة الأميركية لدى ليبيا دونالد بلوم، وبحث معهما تطورات الموقف السياسي والأمني وما شهدته العاصمة طرابلس من اشتباكات.
وقرر المجلس الرئاسي تشكيل قوة مشتركة تحمل اسم “القوة المشتركة لفض النزاع وبسط الأمن في طرابلس” بقيادة آمر المنطقة العسكرية الغربية اللواء أسامة الجويلي، تتكون من ثلاث كتائب، تتولى فرض استتباب الأمن وتأمين المواطنين وممتلكاتهم، وتوفير الحماية لفرق مراقبة ورصد وقف إطلاق النار في طرابلس.
دعم خارجي
وجاء رأي المحلل السياسي أسامة كعبار مخالفا لسابقيه، إذ قال إن تصريحات السراج تدل على أن لديه دعما وتطمينات خارجية، وإلا ما كان تحدث بهذه اللهجة وبهذا الحضور، مضيفا أن من المهم معرفة أن اللواء السابع القادم من مدينة ترهونة ما كان له أن يدخل طرابلس لولا حصوله على تطمينات غربية.
ووفق تقدير كعبار، في حديث للجزيرة نت، فإن فرنسا هي من تدعم السراج، وإيطاليا هي من تقف وراء القوة المضادة، في حين لا يزال الموقف الأميركي غامضا، لكنه يتمتع بفاعلية وفق أجندة خاصة.
وعن مدى قدرة ونجاح القوة المشكلة في فرض الأمن في ظل دعوات قبلية إلى دخول العاصمة من جديد، استبعد رئيس الأركان العامة الأسبق اللواء يوسف المنقوش قدرتها على المواجهة بقوة بحالة حدوث أي هجوم كبير على العاصمة.
لكن المنقوش أشار إلى أن طبيعة تشكيل القوة من مناطق غير منخرطة في الصراع الحالي، يجعل من الصعب على أطراف الصراع مهاجمتها، وذلك لكي لا تضع نفسها في مواجهة مع هذه المناطق.
المصدر : الجزيرة