المري يطالب بتحقيقات واسعة مع السعودية والإمارات للانتهاكات بحق القطريين والمقيمين

طالب سعادة الدكتور علي بن صميخ المري -رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان- بإجراء تحقيقات واسعة في مواجهة كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات بسبب ارتكابهما انتهاكات جسيمة وممنهجة، إلى جانب الإجراءات التمييزية التي تمارسانها ضد المواطنين القطريين والمقيمين في دولة قطر، مؤكداً في الوقت ذاته أهمية مراقبة تنفيذ السلطات الإماراتية حكم محكمة العدل الدولية المتعلق بالسماح للمتضررين من الحصار على قطر بالتقاضي أمام المحاكم الإماراتية، إلى جانب لم شمل الأسر المشتركة، والسماح للطلاب القطريين باستكمال دارستهم في الجامعات الإماراتية أو منحهم ملفاتهم الأكاديمية لاستكمال دراستهم في جامعات أخرى.
جاء ذلك خلال سلسلة من اللقاءات المكثفة أجراها سعادة رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان على هامش أعمال الجلسة (39) لمجلس حقوق الإنسان بجنيف، حيث شملت لقاءات المري، أعضاء الفريق العامل المعني بالحجز التعسفي، والفريق العامل المعني بالاختفاء التعسفي، إلى جانب لقائه أعضاء لجنة الحجز التعسفي، والفريق العامل المعني، ولجنة الاختفاء القسري.
كما شملت اللقاءات رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالمفوضية السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، ومدير الآليات التعاهدية بالمفوضية السامية لحقوق الإنسان، إضافة إلى اجتماعه مع عدد من المندوبين الدائمين بمجلس حقوق الإنسان ورئيس البعثة الأوروبية بالمجلس.
وشرح المري أثناء لقاءاته أبعاد القرار الاحترازي لمحكمة العدل الدولية، مطالباً بمراقبة آليات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لتنفيذه من طرف الإمارات، لافتاً إلى أن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بدولة قطر تعمل على رصد إنفاذ حكم محكمة العدل الدولية عبر آلياتها، لافتاً إلى أن الإجراءات التمييزية ضد القطريين لا تقتصر على الإمارات فقط وإنما تتجاوزها بشكل متساوٍ في بقية دول الحصار.

معاناة الضحايا

علق سعادة الدكتور علي بن صميخ المري على تقرير المقرر الخاص المعني بالإجراءات التعسفية أحادية الجانب، الذي استعرضه أمام مجلس حقوق الإنسان الأربعاء الماضي، قائلاً: بالرغم من أن التقرير أقر في الفقرات 9 و10 على عدم مشروعية الإجراءات المتخذة من دول الحصار، وأيّد مواقف المفوضية السامية لحقوق الإنسان والقرارات الأخيرة لمحكمة العدل الدولية، إلى جانب إقراره باستمرار دول الحصار في انتهاكاتها؛ فإنه لم يرق إلى حجم المعاناة التي تكبدها الضحايا، ولم يكن صارماً بالشكل المأمول.
وأضاف: نحن نطالب المقرر الخاص المعني بالإجراءات التعسفية بضرورة التحرك العاجل واتخاذ مواقف أكثر حزماً وجرأة ضد دول الحصار، كما نطالبه بزيارة دولة قطر ودول الحصار للتداعيات الخطيرة على حقوق الإنسان الناجمة عن الحصار.

حملات ممنهجة..
وممارسات تمييزية

أكد الدكتور علي بن صميخ أن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان كانت وما زالت تتابع وترصد مدى امتثال دولة الإمارات لقرارات محكمة العدل الدولية المتعلق بالإجراءات المؤقتة. وطالب د. المري لجنة التمييز العنصري بإجراء تحقيقات واسعة في انتهاكات دولة الإمارات التمييزية، ومراقبة إنفاذ قرارات محكمة العدل الدولية، مقدماً للجنة معلومات موثقة ودلائل قوية الأساس على حدوث انتهاكات تمييزية جسيمة وحملات ممنهجة من قبل المملكة العربية السعودية وبقية دول الحصار ضد المواطنين القطريين. ودعا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لإجراء تحقيق في الممارسات التمييزية التي تنتهجها السلطات السعودية ضد المواطنين القطريين والمقيمين في دولة قطر. وزوّد المري لجنة التمييز العنصري بجميع الملفات التي تمثل إدانة واضحة للمملكة العربية السعودية بشهادة منظمات دولية مشهود لها بالنزاهة والمهنية، وعلى رأسها الأمم المتحدة نفسها.
وأكد سعادته على ضرورة رصد لجنة القضاء على أشكال التمييز العنصري لخروقات الإمارات والسعودية وتدوينها في تقريرها لمجلس حقوق الإنسان، وتوجيه نداء عاجل لدول الحصار، لحثّها على احترام ما ورد في اتفاقيات ومواثيق حقوق الإنسان، ولا سيما التوصيات والقرارات التي تضمنتها الرسائل الست للمقررين الخاصين في المفوضية السامية لحقوق الإنسان إلى دول الحصار.

مصير القطريين المحتجزين
في الرياض مجهول

خلال اجتماع سعادة الدكتور علي بن صميخ المري مع عدد من أعضاء لجنة الاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري، توجه سعادته بالشكر لتحركات اللجنتين العاجلة فيما يتعلق بالمواطنين القطريين المحتجزين لدى السلطات السعودية، مؤكداً في الوقت ذاته أن السلطات السعودية حتى الآن لم تطلق سراح المحتجزين أو تسمح بالتواصل معهم.
وطالب المري بأهمية إرسال بعثة مشتركة من قبل لجنة الاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري إلى المملكة العربية السعودية لتفهم الأسباب الأساسية لحالات الحرمان التعسفي من الحرية والاختفاء القسري للمواطنين القطريين، قائلاً: «إن القطريين أضحوا عرضة للإجراءات غير القانونية في حال دخولهم السعودية، إن سمحت لهم بالدخول»، مطالباً بأن تُضمن استنتاجات تقرير البعثة المشتركة في تقرير اللجنة السنوي أمام مجلس حقوق الإنسان.
وخلص قائلاً: «حتى الآن لا نستطيع نحن ولا أسر المواطنين القطريين المحتجزين في السعودية معرفة أماكن احتجازهم ولا التواصل ولا معرفة مصائرهم».

تجاهل التقارير الأممية

اجتمع سعادة الدكتور علي بن صميخ مع عدد من المندوبين الدائمين لبعض الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان، إلى جانب لقائه رئيس البعثة الأوروبية بالمجلس.
وتطرق المري خلال هذه اللقاءات إلى مستجدات الانتهاكات الحقوقية الناجمة عن الحصار على قطر. وقدم لهم خلفية حول التحركات القانونية للجنة الوطنية لحقوق الإنسان إلى جانب خلفية حول قرار محكمة العدل الدولية، مطالباً باتخاذ مواقف صارمة في مجلس حقوق الإنسان تجاه انتهاكات دول الحصار.
وتطرق المري خلال هذه اللقاءات إلى تصريحات البعثات الدبلوماسية لدول الحصار أمام مجلس حقوق الإنسان، بالقول: «مثل هذه التصريحات دليل وإثبات رفضهم لجميع النداءات والبيانات والتقارير الصادرة عن الأمم المتحدة، بما يؤكد عزم دول الحصار على المضي في انتهاكاتها وتجاهلها للمنظومة الدولية لحقوق الإنسان، في إصرار على عدم التراجع عن الانتهاكات التي خلفها الحصار أمام مجلس حقوق الإنسان».

لامبالاة أبوظبي أمام القرارات الدولية

عرض الدكتور علي بن صميخ المري على مكتب المقرر الخاص المعني باستقلال القضاة والمحامين الحالات الخاصة بعرقلة ومنع القطريين من اللجوء إلى محاكم دول الحصار، ودعا إلى توجيه نداء عاجل للتحقيق في الأمر، وتسجيل الاعتداءات على استقلال القضاء والمحامين وموظفي المحاكم في دول الحصار، خاصة ما يتعلق باللجوء إلى المحاكم الوطنية.
كما طالب بأهمية تضمين تلك الاعتداءات في تقرير المقرر الخاص المعني باستقلال القضاء والمحامين أمام مجلس حقوق الإنسان والجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقدم المري خلفية عن قرار محكمة العدل الدولية بشأن السماح الفوري بالحق في التقاضي، مطالباً برصد مدى التزام الإمارات بهذه القرارات، مشدّداً على أن دولة الإمارات ما زالت تنتهج سياسية اللامبالاة أمام القرارات الدولية.;

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *