واشنطن بوست: المحقق مولر أمسك بصيده الأكبر ضد ترامب
|وصفت “واشنطن بوست” الاتفاق -الذي أبرمه بول مانافورت رئيس الحملة الانتخابية السابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب مع فريق المحقق الخاص روبرت مولر– بأنه مميت لترامب، ووصفته “نيويورك تايمز” بأنه بداية لفصل جديد في تحقيق مولر وبأنه أهم حدث فيها حتى اليوم.
وقالت الصحيفة الأولى إنه وبعد أكثر من عام كامل، نجح مولر بالإمساك بتلابيب صيده الأكبر، وإن المفاجأة في إقرار مانافورت بأنه مذنب في عدة تهم ليست هي الأكبر، بل أكبر مفاجأة هي اتفاقه على التعاون مع فريق المحقق المستقل الأمر الذي يُعتبر قفزة كبيرة للأمام في التحقيق ونذير شؤم لترامب.
فقد ظل السر الأكبر بقصة مانافورت هو رفضه باستمرار الاتفاق على التعاون مع مولر، وكأنه لن ينقلب أبدا ضد ترامب. وتكهن البعض بأنه يرفض التعاون على أمل الحصول على عفو رئاسي. وكان ترامب قد أشاد به ووصفه بالشجاع بينما أدان الآخرين ممن اتفقوا على التعاون مع المحققين ونعتهم بالفئران.
لن يعيش بهدوء
ورغم أن المكاسب الشخصية لمانافورت (69 عاما) من اتفاقه بالتعاون كثيرة مثل تخفيف الحكم عليه لفترة تصل لعشر سنوات وتخفيض تكاليف التقاضي، فإن التفكير فيما سيترتب على الاتفاق بالنسبة لترامب قد غطى على الاتفاق نفسه.
وقالت “واشنطن بوست” إن الاتفاق يشير إلى أن مانافورت سيقدم معلومات مفيدة لتحقيقات مولر حول جوانب أخرى بخلاف الاتهامات ضده شخصيا.
بينما وصفت “نيويورك تايمز” الاتفاق (على التعاون في كل شيء) بأنه استسلام كامل لمولر، ولن يجعل ترامب يعيش بعد الآن في هدوء.
بالدائرة الضيقة
وأشارت نفس الصحيفة إلى أن مانافورت هو الأول الذي ينقلب على الرئيس بحلقة من شاركوا في الاجتماع بالروس في برج ترامب (مع ابن الرئيس وجاريد كوشنر صهره) في يونيو/حزيران 2016، ويتوقع أن يقدم معلومات مهمة عن أكثر من 80 اتصالا بين حملة ترامب الانتخابية وجهات أخرى وشخصيات روسية وتنسيق الحملة مع ويكيليكس، وعن تعديل برنامج الحزب الجمهوري حول تسليح أوكرانيا، كما يمكنه إلقاء الضوء على إعاقة ترامب للعدالة وغير ذلك.
وأضافت الصحيفة أن الاتفاق نص على التعاون “بشكل كامل وصادق وصريح” بخصوص “أي أو كل المسائل” التي يريدها مولر المهتم بالإجابة عن كثير من الأسئلة المتعلقة بالكيفية التي استغل بها مانافورت صلاته بالروس لخدمة حملة ترامب وما إذا كان الأخير على علم بذلك أو مشاركا فيه.
وبخلاف اجتماع برج ترامب، هناك دليل على أن مانافورت كان يأمل استخدام وظيفته بالحملة الانتخابية التي عمل بها متطوعا لمساعدة أوليغ ديريباسكا رجل الأعمال الروسي الذي تربطه علاقات وثيقة مع الرئيس فلاديمير بوتين ولتخليص نفسه من ديون لهذا الملياردير تبلغ ملايين الدولارات.
وأشارت مجلة نيوزويك إلى أن ترامب كان يدعم عامي 2014 و2015 استقلال أوكرانيا عن روسيا، لكن وفي أغسطس/آب 2016، بعد أن كان مانافورت جزءا من الحملة، بدأ ترامب يغيّر موقفه من تلك القضية إذ قال عن ضم روسيا شبه جزيرة القرم “إن سكان شبه جزيرة القرم، مما سمعته، يفضلون أن أكون مع روسيا من حيث كانوا“. وقد يكون تغيير ترامب موقفه هذا لغزا يرغب مولر في استكشافه.
المصدر : الصحافة الأميركية