أضخم مستشفى بريف حلب يدخل الخدمة بدعم تركي
|عمر يوسف-حلب
يعتزم المجلس المحلي في مدينة الباب بريف حلب الشرقي بالتعاون مع وزارة الصحة التركية، افتتاح أكبر مستشفى من نوعه في مناطق سيطرة المعارضة في الشمال السوري، وذلك بهدف تحسين الواقع الطبي في ريفي حلب الشمالي والشرقي.
ويشير القائمون على المستشفى إلى أنه الأول من نوعه في المنطقة من حيث المساحة والسعة والتخصصات والكوادر الطبية والإمكانات، حيث تبلغ قدرته الاستيعابية 200 سرير وثمان غرف عمليات ومختبرات تحاليل كاملة.
ومن المتوقع أن يقدم المستشفى خدماته لآلاف المدنيين من أهالي المدينة والنازحين من أنحاء سوريا، حيث تحتضن مدينة الباب نسبة كبيرة من مهجري حمص ودمشق ودرعا.
ويشير الدكتور عقيل الزين نائب مدير المستشفى إلى أن العمل الحالي يتم بطاقة 50% بوجود 45 طبيبا من كافة الاختصاصات، على أن يستكمل العمل بالطاقة الكاملة مع بداية العام القادم.
وأضاف الزين في حديثه للجزيرة نت أن أبرز ما يميز المستشفى الجديد هو خدمة تركيب الأطراف الصناعية ضمن نطاق العمل، والجراحة التجميلية، إضافة إلى قسم غسيل الكلى وجهاز التصوير الطبقي المحوري.
وأكد الزين أن قسم الإسعاف سيقدم خدماته للأهالي على مدار الساعة، مؤكدا وجود طبيب مناوب متخصص بشكل دائم، وهو من الميزات المهمة التي سيشهدها العمل الطبي في المستشفى.
المستشفى سيقدم خدمة الإسعاف على مدار الساعة وبوجود أطباء متخصصين (الجزيرة) |
دعم تركي
بدوره، قال مدير المكتب الطبي بالمجلس المحلي الدكتور أحمد عابو إن “مدينة الباب تفتقر للمنشآت الطبية الكبرى، والأخوة الأتراك لاحظوا هذا النقص في الخدمات الطبية، وتم التخطيط بالتعاون مع المجلس المحلي لبناء المشفى الكبير، وهو واحد من ثلاثة مشافي في منطقة درع الفرات بالشمال السوري”.
وذكر للجزيرة نت أن أطباء من تركيا حضروا وأكدوا أن المستشفى سوف يزود بأحدث الأجهزة الطبية من أبرزها جهاز تصوير الماموغرام، وجهاز التصوير الطبقي المحوري الذي ينعدم وجوده سابقا في المنطقة، ويوفر على المرضى مشقة السفر إلى إدلب أو تركيا.
المستشفى يضم جهاز التصوير الطبقي المحوري (الجزيرة) |
وعن أبرز الأقسام الطبية المتوفرة في المستشفى، أشار الدكتور عابو إلى وجود أقسام لعلاج الأورام والعينية والعيادات السنية، ومن المتوقع أن ينطلق المستشفى في الفترة القادمة بطاقته القصوى لخدمة الأهالي في المدينة، بعد استكمال النواقص من الأجهزة الطبية، إضافة إلى حل مشكلة الكهرباء التي تعاني منها المدينة بجلب المولدات لتأمين الطاقة الكاملة للمستشفى.
وأكد عابو أن الخدمات الطبية هي خدمات مجانية، تشمل الأدوية والعمليات الطبية، آملا أن يكون المستشفى منافسا على مستوى المنطقة، ويصبح قدوة يحتذى بها في الشمال السوري وعموم سوريا.
يحتوي المستشفى على تجهيزات طبية حديثة خاصة بحديثي الولادة (الجزيرة) |
ترحيب شعبي
مصطفى بطحيش من أهالي مدينة الباب قال للجزيرة نت إن السكان أبدوا تفاؤلا كبيرا مع الإعلان عن اقتراب افتتاح المستشفى، مؤكدا أن المدينة تحولت إلى مقصد من جميع النازحين السوريين نظرا لما تشهده من حالة استقرار وتوفر الخدمات المجانية التي تقدمها الحكومة التركية بالتعاون مع مجلس المدينة.
وأضاف بطحيش أن الكثير من النازحين يعانون فقر الحال وهم عاجزون عن العلاج في المستشفيات الخاصة، في حين أن المستشفيات العامة لا تمتلك التجهيزات الكافية لعلاج الأمراض المزمنة والخطرة.
وتتلقى منطقة ريف حلب الشرقي دعما ماليا وعسكريا من الحكومة التركية بعد العمليات العسكرية التي شنها الجيش التركي بالتعاون مع فصائل المعارضة السورية لطرد تنظيم الدولة الإسلامية في بداية عام 2017، وباتت المنطقة تعرف باسم “درع الفرات” نسبة لاسم العملية العسكرية.
وتشهد مدينة الباب وريفها تقدما وانتعاشا اقتصاديا واسعا بعد الاستقرار الأمني وأصبحت تستقطب رؤوس الأموال، حيث افتتحت مؤخرا المدينة الصناعية لتكون أكبر تجمع اقتصادي بريف حلب.
المصدر : الجزيرة