قمة طهران تدعو لفصل المعارضة عن “الإرهابيين” بإدلب
|وبينما شدد البيان على الرفض التام لمحاولات إيجاد ذرائع جديدة على الأرض بدعوى محاربة الإرهاب، فإنه دعا إلى استمرار التعاون بهدف القضاء التام على كافة المنظمات الإرهابية في سوريا.
كما أكد بيان القمة على أهمية سيادة سوريا على أراضيها، وتهيئة الظروف لضمان عودة اللاجئين والمهجرين.
وخلال القمة شدّد الرئيسان الإيراني حسن روحاني والروسي فلاديمير بوتين على ضرورة استعادة حليفتهما دمشق السيطرة على محافظة إدلب آخر معاقل المعارضة المسلحة، بينما حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من “حمام دم” ودعا إلى إعلان وقف إطلاق النار.
وقال أردوغان إن مثل هذا الاتفاق سيكون “نصرا” للقمة، مؤكدا “لا يمكننا أن نرضى بترك إدلب تحت رحمة نظام الأسد الذي ما تزال مجازره ضد شعبه حاضرة في أذهاننا”.
وأضاف “لا نريد أبدا أن تتحول إدلب إلى بحيرة دماء، وننتظر منكم كأصدقائنا دعم جهودنا في هذا الاتجاه حتى نتجنب إزهاق الأرواح في المنطقة”.
وتابع أردوغان “ينبغي إعطاء رسالة عبر هذه القمة إلى الرأي العام الدولي بأن الدول الضامنة لن تسمح بحدوث موجة عنف وأزمة إنسانية جديدة بسوريا”.
وأوضح أن إدلب هي المنطقة الأخيرة المتبقية من مناطق خفض التوتر، والمعارضة تشعر بتعرضها للخداع عقب التطورات التي حدثت بعد تأسيس تلك المناطق، وشدد على أن تركيا التي أخلصت بهذا المسار ترى أن الأمور تنزلق نحو نقطة خطيرة للغاية.
وأشار الرئيس التركي في كلمته إلى “إننا نتأخر بأخذ رد فعل أمام القتلى بالأسلحة التقليدية أو القتلة، ولكن نظهر موقفنا ضد الأسلحة الكيميائية، فما الفرق إذا كان المُستخدم سلاحا كيميائيا أو تقليديا والموت هو النتيجة؟”.
تحذيرات من كارثة إنسانية حال الهجوم على إدلب التي تؤوي نحو ثلاثة ملايين شخص (الأناضول) |
حق النظام
من جانبه، اعتبر الرئيس الروسي أن “من حق الحكومة السورية استعادة السيطرة على كل أراضيها” قائلا “إن الإرهابيين يحضرون لاستفزازات في سوريا، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيميائية”.
وشدد بوتين على أهمية الطابع التنظيمي لجهود روسيا وإيران وتركيا في المجال الإنساني من أجل إعادة إعمار سوريا.
وأضاف “نأمل أن يتحلى الإرهابيون في إدلب بالقدر الكافي من التفكير السليم لإلقاء أسلحتهم والاستسلام”.
من جهته، قال الرئيس الإيراني إن “محاربة الإرهاب في إدلب جزء لا بد منه من المهمة المتمثلة بإعادة السلام والاستقرار إلى سوريا” مضيفا “إلا أن هذا يجب ألا يكون مؤلما للمدنيين وألا يؤدي إلى سياسة الأرض المحروقة”.
وتأتي قمة طهران في وقت يستعد النظام السوري لشن هجوم على محافظة إدلب التي تؤوي نحو ثلاثة ملايين شخص -وفق الأمم المتحدة– نصفهم من النازحين، وسط تحذيرات من تركيا وفرنسا والولايات المتحدة وألمانيا من أن الهجوم سيتسبب بكارثة إنسانية.
المصدر : الجزيرة + وكالات