معسكرات اعتقال الإيغور.. القادم أسوأ والإبادة غير مستبعدة
|يتوقع تقرير طويل نشرته مجلة فورين بوليسي الأميركية أن يطول عهد الاعتقال الجماعي لأفراد أقلية الإيغور المسلمة بمعسكرات ما تسميه السلطات الصينية “إعادة التأهيل”، كما يتوقع أن تسوء أوضاع هذه الأقلية أكثر مما هو متدهور حاليا.
وأشارت فورين بوليسي إلى الرد الذي نشرته صحيفة “غلوبال تايمز” الحكومية الصينية على إدانة حديثة من الأمم المتحدة لسياسات الصين العنصرية في إقليم شينغيانغ، إذ قالت الصحيفة الصينية “يمكننا اللجوء إلى كل الإجراءات التي تحقق استقرار الصين، إلى الحد الذي يبدو فيه القتل الجماعي والإبادة غير مستبعدين”.
ونشرت المجلة تقريرها عن الوضع في محافظة شينغيانغ الصينية الذي يحكي عن أوضاع مأساوية لهؤلاء الناس.
وقد أشار التقرير إلى أن الإيغور جميعهم يحاولون قطع صلاتهم بالعالم الخارجي، إذ يخشى الموجودون بالداخل إذا ما اتصلوا بذويهم في الخارج أن تدخل السلطات ذويهم إلى معسكرات الاعتقال عندما يعودون للوطن.
كما يخشى الموجودون في الخارج من الاتصال بذويهم في الداخل، لأن مجرد الاتصال بالخارج بغض النظر عن محتوى هذا الاتصال تعده السلطات الصينية جريمة تستوجب الإدخال إلى معسكرات الاعتقال الجماعي.
وتحدث التقرير عن حجم الاعتقالات، وقال إنها تصل أحيانا إلى 40% من سكان بعض القرى والبلدات، بما في ذلك 100% من المواطنين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و50 عاما.
صحيفة غلوبال تايمز الحكومية الصينية: يمكننا اللجوء إلى كل الإجراءات التي تحقق استقرار الصين إلى الحد الذي يبدو فيه القتل الجماعي والإبادة غير مستبعدين |
وأثار إعلان لتوظيف 50 حارسا من ذوي القلوب الشجاعة بمحرقة خارج أورومكي عاصمة إقليم شينغيانغ المخاوف من أن السلطات الصينية تعد لاغتيالات جماعية.
وأوردت المجلة أن الدافع الذي أعلنته السلطات لهذا المعسكرات هو تنقية أفكار الناس والقضاء على “التطرف” وترسيخ حب الحزب في نفوس المواطنين.
وقالت رابطة الشباب بالحزب الشيوعي بالإقليم في إعلان لها هذا الشهر لتهدئة مخاوف السكان إن هذه المعسكرات “تعالج وتطهر عقول الناس من الفيروسات التي ألمت بها”.
وأشار قليلون ممن خرجوا من المعسكرات إلى استخدام تقنيات متعددة من وسائل غسل الأدمغة والتلقين الهادفة لغرس حب الحزب الشيوعي وقائده شي جين بينغ في نفوس النزلاء، وإلى قسرهم على ترديد شعارات محددة ومشاهدة فيديوهات تعلم كيفية التعرف على “التطرف الإسلامي”، ودراسة النصوص الكونفوشيوسية والتقدم بالشكر للزعيم تشي قبل تناول الوجبات، والتخلي عن الإسلام، وكتابة نصوص النقد الذاتي.
وقالت المجلة إن الرئيس الصيني شي جين عزز فكرة أنه شخصيا هو رمز الأمة الصينية وتجسيدها وحاميها، معلقة بأن هذا نوع من عبادة الفرد التي اختفت من الصين منذ وفاة مؤسس جمهوريتها الشيوعية ماو تسي تونغ نهاية السبعينيات.
المصدر : فورين بوليسي