يوم اجتاحتها دبابات السوفيات.. براغ تحيي سحق ربيعها
|يحيي التشيكيون والسلوفاكيون اليوم الثلاثاء الذكرى الخمسين لغزو القوات السوفياتية مدينة براغ، من أجل القضاء على حركة التحرير والديمقراطية التي عرفت حينها باسم “ربيع براغ”.
وشهدت الاحتفالات مراسم تكريم أكثر من أربعمئة قتيل سقطوا خلال الاجتياح السوفياتي عام 1968 للمدينة التي كانت حينها عاصمة لدولة تشيكوسلوفاكيا السابقة.
وحصل الاجتياح ردا على إلغاء زعيم الحزب الشيوعي التشيكوسلوفاكي ألكسندر دوبشيك الرقابة السياسية، وإعلانه القطيعة مع نهج ستالين وشروعه في الإصلاح الاقتصادي.
وفي العشرين من أغسطس/آب 1968، سارت القوات السوفياتية والبولندية والمجرية والبلغارية إلى براغ لسحق ما اعتبرته موسكو تطورا سياسيا خطيرا يهدد نفوذها.
وفي اليوم الأول من الاجتياح، قتل نحو خمسين تشيكيا وسلوفاكيا، وتجاوزت الحصيلة النهائية لضحايا وجود الجيش السوفياتي في تشيكوسلوفاكيا أربعمئة قتيل.
وأمس الاثنين، تجمع مئات المتظاهرين خارج السفارة الروسية في براغ احتجاجا على استمرار ما سموه الدور العدائي لموسكو في المنطقة، وأشاروا إلى ضمها شبه جزيرة القرم من أوكرانيا المجاورة في عام 2014.
وأمام مبنى الإذاعة في العاصمة التشيكية براغ، اندلعت احتجاجات عنيفة ضد حكومة رجل الأعمال الثري أندري بابيش المدعوم من الشيوعيين.
وكتب على لافتة رفعها المحتجون “من يحكم مع الشيوعيين هو عار على ضحايا احتلال 1968″، وحملت لافتات أخرى عبارة “أوقفوا الإمبريالية الروسية”.
جدل سياسي
ولم يمرَّ إحياء المناسبة دون أن يثير جدلا سياسيا في التشيك، حيث التزم الرئيس ميلوس زيمان الصمت، واتهمه كثير من الليبراليين بأنه مقرب جدا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبالتالي فإنه غير راغب في أن ينتقد ما فعله السوفيات في ذلك الوقت.
وانتقدت أحزاب المعارضة اليمينية غياب زيمان عن مراسم إحياء ذكرى الاجتياح السوفياتي.
لكن الناطق باسمه ييري أوفتيشاتشيك قال إن الرئيس “برهن على شجاعته عندما عارض علنا الاحتلال في 1968”.
وكذلك تحيي دولة سلوفاكيا اليوم الثلاثاء ذكرى مرور خمسين عاما على سحق “ربيع براغ”، ومن المقرر بث خطاب للرئيس السلوفاكي حول المناسبة في وقت لاحق.
يشار إلى أن تشيكوسلوفاكيا السابقة انقسمت عام 1993 إلى دولتين، هما: التشيك وعاصمتها براغ، وسلوفاكيا وعاصمتها براتيسلافا.
المصدر : الفرنسية,الألمانية