يوميات الجواري.. قصص إيزيديات سباهنّ تنظيم الدولة

قبل شهر غادرت الإيزيدية أشواق حجي ألمانيا بعدما واجهت هناك عنصرا من تنظيم الدولة كان اشتراها من سوريا واتخذها جارية لأكثر من شهرين في عام 2014.

هذه القصة دفعت إيزيديات أخريات إلى عدم العودة إلى ألمانيا، لأنها لم تعد بلدا آمنا بالنسبة لهن.

تقول نسرين سعدو مراد “لقد عانيت كثيرا من ظلم داعش (تنظيم الدولة) حيث تعرضت 28 مرة للبيع والشراء، حاولت الانتحار مرتين ولم أنجح”.

نسرين التي تعيش الآن في مخيم شاريا للنازحين الإيزيديين، تروي أنها سمعت “عن خطة لإرسال الناجيات إلى ألمانيا لتلقي العلاج، وأنا أحتاج إلى علاج نفسي وجسدي. ولذلك قررت الذهاب إلى هناك لأنها فرصة لن تعوض”.

لكنها لم تعد تريد الذهاب إلى ألمانيا “بعد أن سمعت عن قضية أشواق وناجيات أخريات مثلها صادفن داعش هناك”.

وتضيف “قررت عدم الذهاب، ومع شكري وامتناني لألمانيا لأنها اهتمت بنا، فإنني أطالبها بالتحقيق في هذه القضية وطمأنة الإيزيديات الموجودات فيها وحمايتهن”.

أما المراهقة هينا عباس فتروي أن عناصر تنظيم الدولة خطفوها عام 2014، قبل أن يتم تحريرها من بين أيديهم بعد أشهر.

وتكشف هينا أن أشواق صديقتها وأنهما كانتا معا تحت أسر عناصر تنظيم الدولة، ولذلك انتابها القلق عندما سمعت عن قصتها في ألمانيا.

جنسيات أوروبية
ومع أن والدتها وشقيقتها تعيشان في ألمانيا، فإن هينا ترفض الذهاب إلى هناك “حتى لو تعرضت للموت هنا” في العراق.

وتذكر أن العديد من عناصر تنظيم الدولة كانوا من جنسيات أوروبية، “ومن الطبيعي أن يعودوا لدولهم، مما يعني أن يشكلوا خطرا على الإيزيديات” في أوروبا.

وتضيف “أبلغتني أشواق أنها لن تعود إلى ألمانيا مرة أخرى، وأنا أشجعها على قرارها”. 

أما الثلاثينية حنان مراد، فتقول “رأيت قبل عامين في مدينتي بألمانيا داعشيا كان اغتصبني عندما كنت سبيته لمدة شهر في مدينة الرقة السورية”.

وعندما أخبرت الشرطة الألمانية، كان ردها “بكل وضوح نحن لا نستطيع أن نحاسب أحدا لم يرتكب جريمة في بلدنا، فهو كان داعشيا في بلده”.

بيد أن “الشرطة أرسلت عددا من أفرادها لحمايتنا في منزلنا ليلا ونهارا، وحتى الآن الحماية تقوم بحراستنا”.

أشواق روت قصة سبيها وبيعها في الحسكة بمئة دولار أميركي (الفرنسية)

وعما إذا كانت ترغب في العودة إلى ألمانيا بعد انتهاء إجازتها في كردستان العراق، قالت حنان “رغم أنني خائفة، سأعود من أجل عائلتي لأن الحياة هنا في المخيمات بؤس وشقاء، وكما قلت فإن أفرادا من الشرطة يحرسوننا هناك”.

وبلهجة حانقة تقول شريهان رشو ذات الـ19 ربيعا، “لقد رأيت العذاب بعيني من داعش. ومن يريد أن يعرف من هم الدواعش ومدى الخطر الذي يشكلونه على كل البشرية فليسألنا نحن الإيزيديات”.

العودة للأضواء
وقد عادت قضية السبايا الإيزيديات للواجهة بعد أن صرحت أشواق حجي بأنها تلقت تهديدات في ألمانيا من عنصر تنظيم الدولة الذي سباها في الرقة السورية.

وتقول “لم أغادر ألمانيا إلا بعد شهر ونصف من تحقيق الشرطة، حيث أدليت بإفادتي وبكافة المعلومات الموثقة بشأن واقعة التهديد العلني الذي تعرضت لها وفي شارع عام”.

وقد اتخذت أشواق قرار المغادرة بعد أن تيقنت من أن الشرطة لم تعتقل العنصر المعني، “واكتفت بإعطائي رقم هاتف لأتصل بالشرطة عندما أرى المذكور يهددني مرة أخرى”.

وتروي أشواق كيف أن عناصر تنظيم الدولة أخذوهن في البداية إلى مدينة الشدادي في الحسكة، ثم إلى قضاء بعاج في الموصل، “حيث كان يتم بيع وشراء الفتيات الإيزيديات كسلع رخيصة ويغتصبوهنّ”.

وفي حديث لوكالة الأنباء الفرنسية، تقول أشواق إن أبو همام اشتراها من الحسكة بمئة دولار في أغسطس/آب 2014، لكنها تمكنت من الفرار في أكتوبر/تشرين الثاني من العام ذاته.

بدورها، طالبت “منظمة روزا شنكال لحقوق الإنسان” الحكومة الألمانية بحماية الناجيات الإيزيديات الموجودات لديها.

وناشدت المنظمة السلطات الألمانية إبداء اهتمام أكبر بقضية أشواق حجي، والتحقيق مع الشخص الذي تتهمه وإعلان إجراءاتها.

المصدر : الجزيرة + وكالات

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *