وفاة كوفي أنان.. المسؤول الأممي و”قائد الملايين”
|توفي اليوم السبت كوفي أنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة الحائز على جائزة نوبل للسلام بعد رحلة دبلوماسية لعدة عقود في رحاب المنظمة الدولية قبل أن يتقاعد عام 2006 ويتفرغ للوساطة في حل بعض النزاعات الدولية.
وفارق أنان الحياة عن عمر 80 عاما بمستشفى في بيرن بسويسرا صباح اليوم السبت بعد معاناة قصيرة من المرض، وقالت مؤسسة كوفي أنان إن زوجته الثانية ناني وأبناءه أما وكوجو ونينا كانوا إلى جواره في أيامه الأخيرة.
وقد أعلنت غانا، بلده ومسقط رأسه، الحداد الوطني لمدة أسبوع.
التحق أنان بالأمم المتحدة عام 1962 وهو في سن الـ24 وتدرج في مختلف إداراتها إلى أن تولى منصب الأمين العام للمنظمة لفترتين منذ عام 1997 حتى عام 2006 نال فيهما جائزة نوبل عام 2001 بالمشاركة مع منظمة الأمم المتحدة.
وقاد الأمم المتحدة في فترة حرب العراق التي اتسمت باضطراب كبير. لكن حصيلة أدائه شابتها اتهامات بالفساد في فضيحة “النفط مقابل الغذاء“، وقد برأته لجنة تحقيق من أي مخالفة، لكنها وجدت تجاوزات أخلاقية وإدارية فيما يتعلق بعلاقات ابنه كوجو بشركة سويسرية حازت على عقود مربحة في برنامج “النفط مقابل الغذاء”. وأقر أنان في وقت لاحق بأن الفضيحة لم تؤثر على مركزه أمينا عاما فحسب، بل كأب أيضا.
وبعد انتهاء ولايته الثانية على رأس الأمم المتحدة، تقاعد في جنيف بسويسرا وأنشأ مؤسسة خصصت لحل النزاعات، وانضم إلى رؤساء دول في مجموعة “العقلاء” التي تلفت باستمرار إلى قضايا دولية. ولعب أنان أدوار وساطة مهمة في عدة نزاعات منها الأزمة في سوريا وميانمار وكينيا.
وقال الأمين العام الحالي للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي اختاره أنان في السابق لرئاسة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في بيان “في نواح كثيرة كان كوفي أنان هو الأمم المتحدة. ترقى في السلم الوظيفي حتى قاد المنظمة إلى ألفية جديدة بكرامة وتصميم منقطعي النظير”.
وعبر المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين عن بالغ حزنه لوفاة أنان، وقال إنه “كان أفضل مثال للبشرية، قمة الكرامة البشرية والنبل. في عالم مليء الآن بقادة ليسوا كذلك تصبح الخسارة التي تكبدناها التي تكبدها العالم أكثر ألما”. وأضاف أن الراحل “كان صديقا للآلاف وقائدا للملايين”.
المصدر : وكالات