لهذا السبب لا يستطيع الكثير من المصريين الحج
|لطالما كان المصري محمود عوني يحلم بالسفر إلى السعودية لأداء فريضة الحج، لكن الصعوبات الاقتصادية في بلاده تدفعه للاعتقاد بأن هذا قد لا يحصل أبدا، مقدما بذلك نموذجا للكثير من المصريين الذين تتجدد أشواقهم إلى المشاعر المقدسة في كل موسم بينما تزداد ظروفهم المادية صعوبة.
ويضيف أنه كان يسمع عام 2010 عن خمسة أو ستة من جيرانه يذهبون إلى الحج، أما الآن فكل ثلاث أو أربع سنوات يكاد واحد منهم فقط يحظى بتلك الفرصة.
التضخم قفز بعد تحرير سعر صرف الجنيه |
تضخم وغلاء
وتضرر كثير من المصريين من ارتفاع الأسعار، ولا سيما أسعار الوقود والكهرباء، مع خفض الدولة للدعم ضمن إصلاحات اقتصادية يدعمها صندوق النقد الدولي.
وبعد أن حررت مصر سعر صرف عملتها في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، قفز التضخم حتى بلغ مستوى قياسيا في يوليو/تموز 2017 بفعل تخفيضات دعم الطاقة، لكنه انحسر تدريجيا منذ ذلك الحين.
وقال وزير شؤون مجلس النواب المصري ورئيس بعثة الحج الرسمية عمر مروان إن عدد الحجاج هذا العام بلغ نحو 64 ألفا فقط، مع أن نحو 80 ألفا هي حصة مصر هذا العام، حيث كان عدد حجاج العام الماضي مطابقا لنفس الحصة المقررة، لكن الوضع الاقتصادي المتعثر منع الكثيرين من الحج هذه السنة.
وتقول شركات سياحة إن تكلفة الحج في مصر قفزت إلى قرابة 60 ألف جنيه (3355 دولارا) هذا العام لفئة الحج الاقتصادي البري، مقارنة بنحو 30 ألفا جنيه العام الماضي، بينما زادت تكلفة الحج السياحي الذي يشمل رحلات طيران وإقامة فاخرة وخدمات أخرى، إلى 152 ألف جنيه من 100 ألف في العام الماضي.
وقال عضو اللجنة العليا للحج التابعة لوزارة السياحة أحمد إبراهيم إن عدد المعتمرين هذا العام بلغ 380 ألفا، بتراجع عن العام الماضي بنحو 50%، مضيفا أن قرار مصر والسعودية فرض رسوم على مكرري العمرة دفع الكثيرين إلى عدم تكرارها.
وفرضت السعودية رسوما قدرها 2000 ريال (533 دولارا) على من يقوم بالعمرة لمرة ثانية في غضون ثلاث سنوات. كما رفعت مصر هذا العام الرسوم على من يرغب في أداء العمرة لمرة ثانية.
المصدر : رويترز