تعرف على طرق المحافظة على حفظ القرآن الكريم
|و تتعدد طرق حفظ القرآن الكريم وتتنوع، وكل ما عليك هو معرفة ما الطريقة الأنسب لك وأكثر جدوة وتأثير في حفظك وذاكرتك، وسنذكر يوم عددا من الطرق التى يمكنها أن تساعدك في حفظك للقرآن إن شاء الله.
– عليك باستخدم استراتيجية التمرين المتواصل فإن كنت لا تملك الوقت الكافي فعليك بقراءة القرآن في صلاتك تباعاً حتى تظل مواكباً لحفظه، قم بالتركيز على نقاط ضعفك التي تعرفها، وأنت تصلي الفروض السرية والسنة وكذلك وأنت تقوم الليل وحدك، وحينما تقرأ القرآن في رمضان وغير رمضان، كما عليك بالقراءة قبل صلاة الجمعة وجميع الصلوات وانت في انتظار الإقامة؛ فالتمرين المتواصل يضمن لك بمشيئة الله الحفظ المتواصل للقرآن، وعليك أن تعرف أنّ القرآن في الحفظ يختلف عن أي كلام آخر، فالقرآن سريع الهروب من العقل لذلك فالقرآن يحتاج إلى المتابعة والمثابرة.
– اختيار المكان والوقت المناسبين حينما تراجع ما تحفظه من القرآن أبعد نفسك عن مصادر الضوضاء ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، واختر الأوقات المناسبة للحفظ والمراجعة ويمكنك القراءة في ساعة الفجر بعد الصلاة إلى طلوع الشمس فمن المعروف أن هذه الساعة المباركة يكون فيها الجسم متحفّزاً للنشاط على كافة الصعد، والنفسية، والجسدية، والذهنية مما سيسهل عليك الحفظ والمراجعة ويقلل من النسيان.
– يمكنك شغل أوقات فراغك بالاستماع إلى القرآن الكريم فإن ذلك يرسّخه في ذهنك، يمكنك أن تستمع إليه وأنت تقوم بأعمالك وكذلك وأنت ذاهب لعملك بالسيارة أو أثناء وجودك في متجرك.
– أشغل حواسك فيما تقوم به يمكنك اللجوء إلى كتابة ما تحفظ؛ فالكتابة تشغل اليد والعقل والبصر، ومن المعروف علمياً أنه كلما زاد اشتراك الحواس في التعلم كان التعلّم أفضل وأثبت في العقل على مدى الأيام.
– اقرأ القرآن بصوتٍ مرتفع كي تسمعه أذنيك فهذا يجعله ألصق بذاكرتك وأكثر ارتباطاً بها.
– مساعدة الغير في الحفظ، فإن أفضل طريقة للتعلم هي التعليم، فكلما علّمت الآخرين كيف يحفظون القرآن وساعدتهم على مراجعة ما تعلموه فذلك سيجعلك تحفظه أكثر وبشكل أعمق.
– لا تشقّ على نفسك كثيراً كي لا تصاب بالملل واليأس، وحاول أن تختار الأوقات المحببة إلى نفسك والتي تكون فيها حاضر الذهن كي تكرّسها للقرآن.
– الزم نفسك إن خرجت الأمور عن السيطرة، فإذا كنت ممّن يصعب عليهم تنظيم الوقت واقتطاع وقتٍ ثابت للقرآن حاول أن تشارك الآخرين أو أن تشارك بمركز تحفيظ للقرآن بموعد مناسب كي تتشجّع أكثر.
– امنح القرآن جزءاً مهماً من وقتك وبشكل ثابت؛ فالقليل الدائم خير من الكثير المنقطع، وهذا يجعل حفظك أكثر ثباتاً بذهنك والتصاقاً به.
– اقرأ التفسير بتمعّن وفهم، فإنّ فهم معاني الآيات يجعل حفظها أسهل وأسرع ويجعل تذكّرها يسيراً عليك.
– ابتعد عن ما يشغل بالك ويشتّت ذهنك؛ ففي الكثير من الأحيان يكون سبب النسيان تدنّي في طاقة العقل بسبب مشكلة ما، قد تكون مشكلة في العمل أو في العائلة أو غير ذلك، فإذا حلت المشكلة ذهب النسيان معها.
– استخدم المصحف الذي تحفظ فيه دائماً ولا تغيره أبداً، لأن ذلك يساعدك على إبقاء الصورة الذهنية في عقلك واضحة، وقد تشعر وقتها حينما تحاول استرجاع ما حفظت أنك تنظر إلى صورة الصفحة في دماغك وتقرأ الآيات منها.
-حاول أن تتغنّى بالقرآن بنغمة محببة لنفسك؛ فالتغني بالقرآن ومحاولة إجادة قراءته تدفع عنك الملل وتساعدك على أن تشعر بالخطأ قبل وقوعه لأنه يكسر الوزن الذي اعتدت على سماعه.
– يمكنك أن تكتب بعض الآيات المتشابهة التي تخطئ فيها كثيراً على لوحات كبيرة وتعلقها بغرفتك حتى تحفظها، ويمكن لك أن تتبع هذه الاستراتيجية بأن تجعل لك في كل يوم آيات تستذكرها فتقوم بكتابة ما استصعب عليك ذكره وتعلقها في غرفتك وبالتالي ترسخها في ذهنك مرّة أخرى.
– كلما شعرت بأنك ستفشل في مهمتك تذكر ما لحفظ القرآن من فوائد عظيمة في الدنيا والآخرة وحاول أن تستحضر الصورة الذهنية لهذه الفوائد والجوائز، وتشعر بأنّ طاقتك الإيجابية قد شحنت من جديد، حاول أن تشجع نفسك وأن تمنحها جائزةً مادية حينما تنتهي من مهمتك على أكمل وجه، وأن تخاطب نفسك بشكلٍ إيجابي حتى تعزز قدرتك على النجاح، إن كنت مقتنعاً أنك ستنجح فهذا سيجلب لك النجاح بمشيئة الله.
– عليك بالدعاء أن يوفقك الله ويسدد خطاك وأن يسهّل عليك كل عسير، وحاول أن تتصدّق بنية التوفيق والسداد، وكلما وفقك الله في حفظ شيء على أكمل وجه أخرج شيئاً لله، فبالشكر تدوم النعم.
– البعد عن المعاصي: قال تعالى : {اتقوا الله ويعلمكم الله}(البقرة:282)، فمما أثر عن الشافعي قوله ” شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي وأخبرني بأن النور علم ونور الله لا يؤتاه عاص”، ويقول ابن مسعود رضي الله عنه ” إن الرجل ليحرم العلم بالذنب يصيبه “.
– ابدأ من السورة التي تحبها وتظن بأنها سهلة الحفظ، وحاول أن تستمع إلى هذه السورة عشر مرات أو عشرين مرة، ثم افتح القرآن على هذه السورة وستجد أنها مألوفة بالنسبة لك وسهلة الحفظ لأنها ستنطبع في خلايا دماغك بعد الاستماع إليها أكبر عدد من المرات.
– لا تجعل همَّك هو حفظ القرآن من أجل أن يُقال عنك إنك حافظ لكتاب الله، بل لتكن نيَّتك أنك تحفظ القرآن ابتغاء مرضاة الله ولتتقرب من الله ولتدرك من هو الله، فمن أحب أن يعرف من هو الله فليقرأ كتاب الله تعالى.
– تبين للعلماء أن الدماغ يبقى في حالة نشاط أثناء النوم، حيث يقوم بمعالجة المعلومات التي اختزنها طيلة النهار وترتيبها وتنسيقها في خلايا خاصة، وإذا علمنا أن الإنسان يمضي ثلث عمره في النوم يمكننا أن ندرك أهمية الاستماع إلى القرآن أثناء النوم كوسيلة تساعدك على حفظ القرآن دون بذل أي جهد يُذكر.
– استثمر طاقة الصيام، إن للجسم مستويات محددة من الطاقة بشكل دائم، فعندما توفر جزءاً كبيراً من الطاقة بسبب الصيام والامتناع عن الطعام والشراب، وتوفر قسماً آخر بسبب النقاء والخشوع الذي يخيم عليك بسبب طاقة الصيام، وتوفر طاقة كبيرة بسبب الاستقرار الكبير الذي يحدثه الصيام لديك ، فإن هذا يعني أن الطاقة الفعالة لديك ستكون في قمتها أثناء الصيام، وتستطيع أن تحفظ القرآن بسهولة، لأن الطاقة المتوافرة لديك تؤمن لك الإرادة الكافية لذلك.
– أثبت العلماء حديثاً أن الجنين في بطن أمه وبعد الليلة الثانية والأربعين يبدأ يتفاعل مع المؤثرات الخارجية ثم يتفاعل مع الأصوات التي يسمعها وهو في بطن أمه. ولذلك يجب على كل أمّ أن تسمع جنينها شيئاً من القرآن وبعد الولادة تستمر في ذلك، وسوف تتأثر خلايا دماغه وقلبه بكلام الله تعالى.
– لتكن أخلاقك القرآن، عندما تحفظ القرآن سوف تمتلك قوة في أسلوبك بسبب بلاغة آيات القرآن، سوف تصبح أكثر قدرة على التعامل مع الآخرين والتحمّل والصبر، سوف تكون في سعادة لا توصف، فحفظ القرآن ليس مجرد حفظ لقصيدة شعر أو لقصة وأغنية! بل إنك عندما تحفظ القرآن إنما تُحدث تغييراً في نظرتك لكل شيء من حولك، وسوف يكون سلوكك تابعاً لما تحفظ.
– احرص على الشفاء بالقرآن، القرآن فيه شفاء لكل شيء، فإذا أصابك هم أو غم فإن القرآن يذهب همك، وإذا مرضت فإن القرآن يشفيك بإذن الله، وقد أثبتت التجارب والمشاهدات أن الذي يحفظ القرآن يكون أقل عرضة للإصابة بالأمراض وبخاصة الأمراض النفسية.
– اعلم أن القرآن سيكون رفيقك في القبر، القرآن الذي تحفظه وتحافظ عليه اليوم سيكون رفيقك لحظة الموت!! وسيكون المدافع عنك والشفيع لك يوم يتخلى عنك أقرب الناس إليك.
– اعلم أن النجاح في الدنيا والآخرة متعلق بالقرآن، إذا أردت أقصر طريق للنجاح في الدنيا فعليك بحفظ القرآن، لأن حفظ القرآن يعيد بناء شخصية المؤمن، ويكسبه هدوءاً نفسياً ويقضي على الاضطرابات لديه، ويساعده على اتخاذ القرار المناسب، وهو أهم عنصر من عناصر النجاح.
– هنالك شيء مهم يعين الإنسان على حفظ القرآن وقد يغفل عنه معظم الناس ألا وهو أن تنظر إلى القرآن على أنه أهم شيء في الوجود.
– اعلم أن حفظ القرآن هو طريقك إلى السعادة، فلو تأملنا حَفَظَة كتاب الله تعالى، ودرسنا حياتهم وسعادتهم سوف نرى بأن من يحفظ القرآن هو أكثر الناس سعادة، وأكثرهم بعداً عن الاكتئاب. فحفظ القرآن يعيد برمجة الدماغ ويعطيك ثقة كبيرة بالله تعالى وبقدرته وأن كل ما يأتيك من عنده هو الخير، وبذلك يطمئن قلبك ويزول همّك، وقد أثبت العلماء أن السعادة ليست بكثرة المال، بل بأن يضع الإنسان أمامه هدفاً عظيماً ويسعى لتحقيقه.
– احرص على تعلم أحكام التجويد، إن سماع القرآن أفضل وسيلة لإتقان أحكام التجويد، والسماع لا يكفي بل يجب الإصغاء والإنصات، حيث يعد الإنصات نوع من أنواع التدبر والتأمل في طريقة لفظ الكلمات كما نسمعها ونحاول تقليد ما نسمع ونكرر الآيات مع المقرئ الذي نسمع صوته من خلال آلة التسجيل أو الكمبيوتر أو التلفزيون أو الجوال.
-إذا أردت أن تحفظ أي سورة من سور القرآن فلابد أن تفهمها وتستخرج منها العبر والمواعظ وتطرح الأسئلة، وتتأملها جيداً وتعيش معها، ثم تبدأ بالحفظ لتجد نفسك تحفظ هذه السورة بسهولة.
– لا تنتقل من حفظ إلى حفظ حتى تتأكد من ثبات ما سبق وترسخه في ذهنك ووجدانك.
-نظّم حفظك للقرآن ومراجعتك له فإن التنظيم في ذلك يجعل الذاكرة تتلقف القرآن وتحفظه بنظام أيضاً.
– امنح المراجعة وقتاً أكبر من حفظ الجديد، فذلك سيجعل الحفظ أقوى وأكثر فاعلية.
– ليكن شعارك: الإصرار على الحفظ.
– العزيمة الصادقة: فحفظ القرآن يحتاج منك إلى عزيمة صادقة وهمة عالية.
– ربط الآيات المحفوظة بما قبلها.
– النية الخالصة: فالإخلاص هو مفتاح القبول والتيسير.
إن أتبعت هذا الخطوات فبمشيئة الله ستحافظ على حفظك للقرآن وستجيده إن شاء الله تعالى.;