التحالف السعودي الإماراتي يرضخ ويحقق في مجزرة صعدة
|أعلن التحالف السعودي الإماراتي الجمعة أنه سيحقق في الغارة التي نفذتها طائراته في صعدة شمالي اليمن الخميس، وخلفت عشرات الضحايا من الأطفال؛ ليرضخ بذلك لمطالبات عبّرت عنها دول غربية ومجلس الأمن الدولي.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الجمعة عن مسؤول في التحالف تأكيده “التزام التحالف الثابت بإجراء التحقيقات في كافة الحوادث التي تثار حولها ادعاءات بوقوع أخطاء أو وجود انتهاكات للقانون الدولي، ومحاسبة المتسببين وتقديم المساعدات اللازمة للضحايا”.
ويعد هذا التصريح تحولا لافتا بما أن التحالف كان يقول إن الغارات التي استهدفت الخميس بلدة ضحيان في صعدة “عمل عسكري مشروع”، استهدف مقاتلين حوثيين أطلقوا في اليوم السابق صاروخا على مدينة جازان جنوبي المملكة، مما أسفر عن مقتل مدني وإصابة آخرين.
لكن المواقف الدولية المنددة والصور المروعة التي تداولتها وسائل الإعلام للأطفال القتلى والجرحى المضرجين بدمائهم؛ شكلت -فيما يبدو- ضغطا على التحالف مما دفعه للإعلان عن فتح تحقيق.
واستهدفت صواريخ التحالف الخميس حافلة كانت تقل عشرات الأطفال في بلدة ضحيان شمال مدينة صعدة، وأسفر القصف عن مقتل 29 طفلا وفق حصيلة للصليب الأحمر الدولي، في حين تجاوز عدد مجمل القتلى الخمسين، بالإضافة إلى نحو ثمانين جريحا معظمهم من الأطفال.
قبور حُفرت في محافظة صعدة ليدفن فيها ضحايا غارة التحالف بضحيان (رويترز) |
موجة تنديد
وقد دعا مجلس الأمن الدولي -عقب جلسة مشاورات مغلقة الجمعة بدعوة من دول غير دائمة العضوية- إلى إجراء تحقيق موثوق وشفاف بشأن هجوم صعدة.
وقالت رئيسة مجلس الأمن للشهر الجاري المندوبة البريطانية كارين بيرس إن المجلس يعرب عن قلقه البالغ من هجوم صعدة وجميعِ الهجمات الأخيرة في اليمن، وأكدت أن المجلس يدعو جميع الأطراف إلى امتثال التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي.
وبالتزامن مع الجلسة؛ نددت الخارجية الفرنسية بغارة التحالف، وقالت إن باريس تؤيد طلب الأمين العام للأمم المتحدة فتح تحقيق لإلقاء الضوء على ظروف تلك المأساة.
من جهته؛ قال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت إن بلاده تشعر بقلق عميق، ودعا إلى تحقيق شفاف بهجوم صعدة، كما حث جميع الأطراف على منع وقوع إصابات بين المدنيين.
وفي نفس الإطار؛ أدانت الخارجية الألمانية غارة التحالف السعودي الإماراتي ودعت لإجراء تحقيق مستقل. وكانت واشنطن بادرت الخميس بدعوة السعودية إلى التحقيق في القصف الذي استهدف الحافلة المدرسية بصعدة.
كما شجبت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الغارة، وقالت إن أي استهداف للمدنيين بصفة مباشرة هو جريمة حرب.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعا إلى تحقيق مستقل في الغارة، بينما عبّر مبعوثه الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث عن صدمته الشديدة جراء ما وصفها بالمأساة المروعة، التي أودت بحياة العديد من الأبرياء.
وقالت وزارة الأوقاف في السلطة الخاضعة للحوثيين إن الأطفال الضحايا يدرسون في مدرسة لتحفيظ القرآن بضحيان، بينما قالت منظمة “أنقذوا الأطفال” إنهم كانوا عائدين إلى المدرسة من رحلة، وعلى الأرجح سيبدأ دفن الضحايا بداية من الغد بعد جمع أشلائهم والتعرف على هوياتهم.
ميدانيا؛ قال الحوثيون إنهم قصفوا الجمعة أهدافا عسكرية وحيوية سعودية في جازان بعدد من الصواريخ الباليستية. وفي المقابل؛ قالت وسائل إعلام سعودية إن الدفاعات الجوية اعترضت صاروخين في جازان.
المصدر : الجزيرة + وكالات