كيف ظهر محمد بن سلمان في قمة العشرين؟

أمين حبلا
مع افتتاح قمة العشرين المنعقدة في العاصمة الأرجنتينية بوينس أيرس اتجهت الأنظار نحو حضور ولي العهد السعودي، وما تلتقطه كاميرات المصورين بشأن تعامل قادة وزعماء العالم معه، وهم الذين دان أغلبهم تعاطي السعودية مع حادثة مقتل خاشقجي وشكك في رواياتها المتتالية.

مرتبك القسمات، ظهر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في اللقطة الرسمية الأولى التي تجمع بين القادة المشاركين، لم يبق الرجل طويلا بين “قادة العالم الحر والديمقراطي” وكان أول المغادرين للمنصة التي التقطت فيها صورة رؤساء العالم المشاركين بالقمة الأكثر أهمية خلال العام الحالي.

أولى الصور
وقبيل افتتاح القمة ظهر محمد بن سلمان عند استقباله من طرف الرئيس الأرجنتيني قبيل أقل نحو ساعة من الافتتاح الرسمي للقمة، بدت الصورة رسمية وتقليدية ولا توحي بتعابير خاصة، علما بأن الرئيس الأرجينتني قال سابقا إن القمة قد تناقش الشكاوى والاتهامات الموجهة لمحمد بن سلمان في انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب وقضية خاشقجي.

لاحقا تناقلت وسائل الإعلام صورا له مع عدد قليل من رؤساء وفود قمة العشرين من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قال إنه نقل رسالة حازمة جدا لولي العهد السعودي بشأن قضيتي خاشقجي واليمن، وأنه أبلغه بأنه يفضل اشتراك خبراء دوليين في التحقيقات بمقتل خاشقجي.

في الزاوية
لم ينل محمد بن سلمان وهو الذي وضع نفسه أو وضعه البرتوكول الرسمي للقمة في ركن قصي من الصف الثاني للزعماء كثير اهتمام ومصافحة خلال اللقطة الافتتاحية، بل إن أغلب الزعماء والقادة لم يصافحوه رغم أنه أول من يستقبل القادمين لالتقاط الصور.

وربما كانت قضية خاشقجي الصامت الحاضر بقوة في نظرات السياسيين والزعماء وكاميرات وسائل الإعلام الدولية التي ركزت على الأمير ابن الثلاث والثلاثين ربيعا الذي بات بفعل الاتهامات الموجهة له في الاغتيال البشع للصحفي خاشقجي من أكثر السياسيين شهرة.

ونقل مراسل الجزيرة في الأرجنتين أن وضع محمد بن سلمان في الصورة الرئيسية أثار اهتمام وفضول الكثير من الصحفيين الذين يغطون القمة، وأن أحدهم علق بالقول إن البروتوكول المنظم للقطة التصوير وضع الأمير الشاب على طرف، وفي زاوية، حتى لا يحرج غيره من القادة الذين لا يريدون الظهور معه في لقطة رسمية.

وقال آخر إنهم اختاروا ذلك ليظهر الأمر حالته السياسية في عالم بات ينظر إلى الأمير باعتباره طرفا ضد العدالة وحرية الرأي.

مصافحة لافتة
وحدها كانت مصافحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مفتاح الفرج بالنسبة للأمير المحاصر سياسيا في قمة العشرين، وبدت لافتة للانتباه طريقة المصافحة بين الرجلين، التي أظهرت مستوى من الحميمية بينهما وكأنهما صديقان قديمان رغم فارق السن والمكان والوزن السياسي بينهما.

ودون شك فإن مستوى الارتباك والحضور الرمزي جدا لولي العهد السعودي لقمة العشرين منح الأمير درجات أقل في اختبار الظهور ضمن زعماء العالم الحر وقادة الديمقراطيات العالمية، وهو المثقل بدماء خاشقجي وبأزمة سياسية حولته في نظر العالم من أقصى طرف الحداثة والتقدمية إلى الطرف الأقصى للدكتاتورية والاستهانة بدماء البشر والحرب ضد الآراء والأقلام الحرة.

المصدر : الجزيرة + وكالات

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *