«عمومية الآسيوي» تتصدى للتحالف «الظبياني – السعودي».. وتصادق على التعديلات

شهدت العاصمة الماليزية كوالالمبور خلال اليومين الماضيين أحداثاً كبيرة سيكون لها تأثير بالغ على مسار الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. الحدث الأول تمثّل في الانهيار المفاجئ لاتحاد جنوب غرب آسيا المؤسس من جانب القيادة الكروية السعودية، بعد فشلها في الاستحواذ على اتحاد غرب آسيا، وخلع الأمير علي بن الحسين من منصبه.
تأتي المفاجأة بسبب الإمكانات المادية الهائلة المرصودة لجذب أكبر عدد ممكن من الاتحادات المحلية في جنوب القارة وغرب، حيث وصلت الوعود إلى منح كل رئيس اتحاد 500 ألف دولار سنوياً، إضافة إلى منحه صلاحية 25 تأشيرة حج وعمرة قابلة للزيادة.
وقد جاء الانهيار إثر الانسحاب الجماعي لاتحادات جنوب القارة على وجه الخصوص، التي عقدت في ما بينها اجتماعاً أعلنت خلاله براءتها من الاتحاد الوليد.
الحدث الثاني تجسّد في النجاح المنقطع النظير لحفل العشاء الذي أقامه الاتحاد القطري برعاية وحضور سعادة الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني رئيس الاتحاد، وسعود المهندي نائب رئيس الاتحادين القطري والآسيوي، وسعادة حسن الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث. كما حضر الحفل جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، والشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي، وفاطمة سامورا أمين عام الاتحاد الدولي، بالإضافة إلى العديد من مسؤولي «الفيفا» والاتحادات القارية وأعضاء المكتب التنفيذي ورؤساء الاتحادات الوطنية الآسيوية، الذين وصلوا ماليزيا لحضور «الكونجرس».
وكان الحفل بمنزلة استفتاء على حضور قطر الجامع والداعم للكرة الآسيوية، فيما أثبت الحضور امتنانهم وتقديرهم لهذا الدور القطري المميز في اللعبة برئاسة سعادة الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني. كما أن قطر ستكون تحت المجهر الكروي في السنوات الأربع المقبلة؛ كونها الدولة التي ستقوم بتنظيم نهائيات كأس العالم 2022 لأول مرة في الشرق الأوسط، والمرة الثانية بالنسبة للقارة الآسيوية الكبيرة.
وفي الوقت الذي كانت قطر تجمع العائلة الكروية، كان حفل العشاء الذي دعا إليه الاتحاد السعوي لكرة القدم يشهد فشلاً ذريعاً بكل المقاييس، حيث أُلغي في اللحظة الأخيرة وحُوّل إلى حفل عشاء صغير في أحد المطاعم العربية في كوالالمبور. وكان هذا العشاء قد تعرّض لضربة قاصمة قبل إقامته بساعات، بعد انسحاب معظم اتحادات جنوب غرب آسيا منه.
أما الحدث الثالث الذي سيترك أثره بقوة خلال الفترة المقبلة وصولاً إلى انتخابات الاتحاد الآسيوي عام 2019، فقد تحقق من خلال الجمعية العمومية للاتحاد الآسيوي نفسه؛ فقد أثبتت الجمعية العمومية أنها لم تخضع للاتحادين السعودي والإماراتي، اللذين توعّدا بعدم تمرير التعديلات المقترحة، والتي أرادتها الأسرة الكروية الآسيوية من أجل تعميق الديمقراطية أكثر في كيانها وتحقيق مزيد من الانسجام والفعالية، حيث كان التصويت لصالح التعديلات بنسبة فاقت التوقعات وصلت إلى ما يشبه الإجماع، حيث لم يقف في وجهها فعلياً إلا الاتحادان السعودي والإماراتي؛ مما أعطى دلالة واضحة أن المكتب التنفيذي المقبل للاتحاد الآسيوي لكرة القدم سيكون برئاسة الشيخ سلمان بن إبراهيم وبغياب أي ممثل سعودي أو إماراتي.
اتهامات غير مبررة
بالعودة لانهيار اتحاد جنوب غرب آسيا، فقد وجهت الماكينة الإعلامية السعودية والإماراتية سيلاً من الاتهامات غير المبررة وفي غير محلها نحو رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الشيخ سلمان بن إبراهيم، وحمّلوه مسؤولية هذا الانهيار، حيث اتهموه بإجبار الاتحادات المنسحبة على اتخاذ هذا القرار تحت طائلة العقوبات، إضافة إلى اتهامه بأنه دمية في يد الشيخ أحمد الفهد، والذي اتُّهم بدوره أنه يعمل ضد الكويت بلاده أيضاً. لكن انهيار اتحاد جنوب غرب آسيا لم يكن وحده الصدمة لتحالف السعودية-الإمارات في الاتحاد الآسيوي، بل جاءت الجمعية العمومية لتزيد الطين بلة. وفي التفاصيل أن هذه الجمعية شهدت حضوراً بارزاً يتقدمه جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، والذي ألقى كلمة خلال الحدث.
واللافت أن الاتحاد الآسيوي استعرض عضلاته خلال الجمعية وصولاً إلى التعديلات، حيث حاول الاتحادان السعودي والإماراتي عدم تمريرها، لكنهما جوبها بإجماع غير مسبوق، حيث صادقت الجمعية العمومية بأغلبية ساحقة؛ إذ نالت 42 صوتاً من أصل 46 لإجراء التعديلات وتعديل النظام الأساسي، لتعلن عن بداية حقبة جديدة تتضمن أعلى معايير الحوكمة الجيدة. وصادقت الجمعية العمومية بأغلبية كبيرة على اعتماد اتحادات المناطق الجغرافية الخمس في الاتحاد.
كما صادقت الجمعية العمومية على تعديل النظام الأساسي، بحيث يصبح المرشح لرئاسة الاتحاد بحاجة إلى ترشيح 3 اتحادات وطنية أعضاء، ولكن لا يُشترط أن يكون من ضمنها الاتحاد الوطني الذي يمثّله.
وقال معالي الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم: «من خلال دعم مجموعة عمل الحوكمة واللجنة القانونية في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، نواصل باستمرار تعديل النظام الأساسي والتعليمات كي تكون متوافقة مع أفضل مبادئ الحوكمة الجيدة، وبالتأكيد لتكون متوافقة مع الاتحاد الدولي لكرة القدم».

40 اتحاداً تدعم سلمان بن إبراهيم

طالب الشيخ سلمان بن إبراهيم بتطبيق أعلى معايير النزاهة خلال انتخابات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم والاتحاد الدولي لكرة القدم للعام المقبل، دون تدخّل أي طرف خارجي.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها في ختام الاجتماع الـ 28 للجمعية العمومية في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، حيث
أوضح للوفود المشاركة أن الاجتماع المقبل سوف يشهد عقد الانتخابات، وذلك يوم 6 أبريل 2019 في العاصمة الماليزية كوالالمبور.
وقال الشيخ سلمان: «كما تعرفون، فإن انتخاباتنا كانت تعتمد دائماً على مبادئ اللعب النظيف، مثل كرة القدم يجب أن تُحترم القواعد والتعليمات».
وأضاف: « في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قمنا ببناء سمعة إيجابية وصورة حسنة خلال السنوات الأخيرة. ونحن لا نحتاج ولا نريد أي تدخّل أو تأثير لأطراف خارجية في انتخاباتنا. يجب أن نكون أقوى في مواجهة هذا الأمر».
وأوضح: «جميع الاتحادات الوطنية يجب أن تكون حرة في ممارسة حقوقها من أجل صالح اللعبة، ويجب أن نتذكر أن هذه أسرة كرة القدم الآسيوية، ويجب أن تحافظ عائلتنا على تماسكها».
وأشار الشيخ سلمان إلى التطور الذي تحقق منذ عام 2013، وقال: «استثمر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في اللعبة وفي الاتحادات الوطنية الأعضاء، وهذا الأمر قادنا إلى وحدة قوية. يجب أن نقف معاً من أجل الدفاع عن مبادئنا، والتي كانت الأساس لنجاحنا خلال السنوات الأخيرة، ولا يمكن أن يسمح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لأي أحد بتدمير ما قمنا ببنائه معاً».
كما أكد الشيخ سلمان للجمعية العمومية أنه سيترشح من أجل إعادة انتخابه في منصب رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وكشف قائلاً: «قمت بإعلام المكتب التنفيذي، خلال اجتماعنا الأخير في طشقند، أنني سوف أسعى للحصول على دعمكم من أجل إعادة انتخابي. لقد تشرفت بالعمل في منصب رئيس الاتحاد. والآن أتطلع إلى مواصلة عملنا المشترك». وختم: «أنا كذلك ممتن لرسائل الدعم التي حصلت عليها من 40 اتحاداً وطنياً».;

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *